عرف الشاعر المقنع الكندي بنسبه لعائلة عريقة فكان جده عمير سيد كندة، وورث ابنه ظفر الرئاسة عنه، وقال التبريزي في تفسيره للقب الشاعر أن المقنع هو اللابس لسلاحه، وكل من غطى رأسه فهو مقنع، كما قيل أنه كان شديد الجمال فكان يستر وجهه, وله قصيدة دالية شهيرة يقول فيها:
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم إلى نصر بطاء وإن هم
دعوني إلى نصر أتيتهم شدا
فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم
وأن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
وإن هم هووا غيبي هويت لهم رشدا
وإن هبطوا غورا لأمر يسؤني
طلعت لهم مايسرهم نجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
ومضات حول المصالحة العربية التي حمل لواءها خادم الحرمين في قمة الكويت:
1- العرب عبر تاريخهم كانت حروبهم ومشاحناتهم ودفعهم لبعضهم البعض, قائم على خلافات يطغى فيها الشخصي على العام, ولكن فقط يحفظ لنا التاريخ كوكبة محدودة من الذين استبدلوا (أنا الزعامة) المتورمة المتفخمة بالرؤية الشمولية التي تجعل الأوطان وشعوبها هي القيمة الأولى.
2- اعتراف العرب في تلك القمة (وإن كان اعترافاً موارباً) باختلاف أنماط المقاومة ضد المحتل الصهيوني, ولكنهم جميعهم اشتركوا في وعي بأن إسرائيل هي دولة طغيان عنصري طارئة على المنطقة وتاريخها وشعوبها ومصيرها إلى زوال.
3- الضوء الوحيد الذي يومض في الليل العربي الطويل, هو إرادة صناعة الإنسان العربي, اقتصاد قوي وأجيال المعرفة القادرة على قيادة مركبة الغد, ذلك وحده هو طوق النجاة في بحار الهزائم.
4- كريم القوم وحده من يترفع عن الصغائر والمزايدات والمراهقة السياسية ليشرع بوابة التاريخ.