Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/01/2009 G Issue 13265
الخميس 25 محرم 1430   العدد  13265
هذرلوجيا
الرحول (الهيلوكبتر)!
سليمان الفليح

 

حينما انتقدنا رفض حماس للهدنة ونوهنا عن مغبة ما يحدث لاحقاً من قتل ودمار وسحق ومحق وبالتالي إذعان لقبول الهدنة من جديد.. هاج وماج علينا الإخوة القراء الذين أقدر حماسهم (الشخصي) ولا أقدر حماسهم المُنَظَّمَة بسبب ما جلبته على شعبنا الفلسطيني من دمار وهلاك، ومسح أحياء عن الوجود وترك الأيتام والأرامل بين الخرائب يبحثون عن الأشياء.

أقول حينما هاج الإخوة القراء وقال لي بعضهم إنك يا بن فليح لا تفهم بالسياسة فلتعد إلى مواضيع الغنم والإبل والصحراء، إذن ما دام الأمر كذلك فليسمحوا لي بأن أعود إلى ما أفهم، فقد استلفت نظري خبر (هواة القنص بالطيور يعودون إلى صحراء العراق بعد أن حرموا منها أعواماً عديدة بفضل المنع والقمع الذي كان يمارسه النظام البائد حتى على الصحراء ومنع إبل جيرانه من الرعي في حدود الوطن رغم الاتفاقيات الدولية التي تسمح بالرعي في السنوات العجاف ولكن ويا للأسف الشديد أن الرئيس الراحل صدام حسين، تلك الصحراء الممرعة بالمراعي الوفيرة والتي يقصدها مربو الإبل في الدول العربية المجاورة للعراق والتي حكرها في سنوات جبروته على (إبله) فقط تلك الإبل التي (رحولها) طائرة هيلوكبتر أو (سمتيه) تتجول معها أينما ذهبت(!!) فيا للفخفخة والفشخرة والمسخرة، وبمناسبة ذكر صحراء العراق أذكر أنه إحدى السنوات المخصبة ربيعاً وظهور الفقع في المنطقة التي تلتقي فيها حدود العراق والكويت والمملكة التي اسمها (العوجاء)، أذكر أن إحدى الدوريات العراقية تجاوزت الحد وألقت القبض على عائلة فقيرة تعتاش من بيع الفقع فقال لرب العائلة الجندي العراقي أتعلمون أنكم تسرقون اقتصاد العراق وتنهبون ثروته الطبيعية، لذا عليكم أن تعيدوا كل حبة فقع إلى حفرتها (!!) فأي مهزلة إنسانية هذه؟!.

وكذلك أذكر أن دورية عراقية قبضت على ثلاثة شبان كويتيين يحملون صقورهم لممارسة هواية القنص فما كان من رئيس الدورية إلا أن سأل أولهم ما اسم طيرك فقال غنام ثم قال الرئيس قررنا إعدام غنام ف(مصع) رقبة الصقر ثم سأل الثاني ما اسم طيرك فقال له غشام فقال قررنا إعدام غشام ففعل بالطائر مثلما فعل بالطائر الأول وسأل الثالث ما اسم طيرك فقال له صدام فقال الرئيس، صدام على عيني يابه روح ولكن جندي آخر قال إن صدام لا يتبرقع ولا يؤسر بل إنه حر فأطلقه في الفضاء!!

****

من هنا وقد زالت مثل تلك المهازل وعهدها الميمون أو المجنون لا فرق بينها، إن العرب اليوم يرعون إبلهم في بواديهم ويمارسون هواياتهم في صحاريهم بلا قيود أو حدود أو سدود.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد