حين ترعد وتبرق فثمة موعد للمطر..
والشعاب الماحلة ستكتسي تفرد عليها ضفائر الماء غيماتها..
والذين يلثغون البهجة حتماً ستعلمون منطق المطر..
والذين يجهلون القراءة سينهجون نهج المطر..
كلّ درب يبدأ مع صفقة رعد ومياد سحابة محملة درس في نهج المطر
المطر ليس مجاز الرّواء..
لكن النهج الرّوي مجاز الاقتداء..
كلّ حرقة في جوف أو لسعة فوق جلد ..أو كيّة في قلب يغسلها المطر..
جفاف الكون عام ..واليباب يمتد.. والعطش سجيّة اللهاث..
تفرغ النفوس من رواء النّقاء.. فتعطش.. والعطِش لا يمكنه أن يقدم القطرة..
تفرغ العقول من الحكمة ..فتجهل .. والجاهل لا يملك البوصلة..
تفرغ النوايا من الخير .. وفراغ الجوف ظلمة لا ترى معها المنافذ..
تفرغ اليد من النوال.. والإيثار جفاف لا ترتق معه أشلاء..
نهج المطر بلسماً للحروق وإن عمت النفوس والقلوب..
نهج المطر رواء تتقلّص به مساحة اللهاث...
نهج المطر ثروة تتفتّق معها مدارك العقول..
نهج المطر عطاء تمتد به أوشاج العروق..
نهج المطر امتداد تندى به أكف السخاء..
سماء النفوس حين تنهج حذو المطر... إيذان بفضاء كون يعمره الإثراء..
يا نهج المطر متى تبرق رعود سحائبك وتزخ حيث تمض بإنسان قدماه وعيناه وقلبه ولسانه؟