كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين في اجتماعات مؤتمر القمة العربية والقمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت شخصية هذا اللقاء العربي والدولي وفي مناقشة الأزمة الإنسانية التي تعرض له قطاع عزة بسبب العدوان الدموي الكبير الذي قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وحقاً كان خادم الحرمين الشريفين شجاعاً في أقواله القليلة المعبرة عن سخط الأمتين العربية والإسلامية لهذه المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والدمار الشامل الذي أصاب قطاع عزة من قتل وتدمير البنية التحتية والمرافق في القطاع، كما كان خادم الحرمين شجاعاً في أعماله وقراراته التي فاجأت الوفود المشاركة في قمة الكويت وبقوة شكيمته معبراً عن خصال الفارس العربي الأصيل وأنه ابن الفارس العربي الكبير صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه.
لقد نشأ الملك عبدالله في كنف والده وتعلم من أسلوبه في الحكم والسياسة الداخلية والخارجية لأمور الدولة السعودية مدافعاً عن عقيدته الإسلامية ولوطنه الملتزم بكتاب الله (القرآن) العظيم والسنة النبوية المطهرة، وفي علاقات المملكة العربية السعودية مع الأشقاء العرب والتشاور معهم في قضاياهم العامة وبخاصة في معالجة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى ولا يعلو عليها أية قضية أخرى مهما كانت أهميتها في المجموعة العربية.
لقد خرج الملك عبدالله بن عبدالعزيز من قلب الصحراء السعودية مما أكسبه فلسفة إسلامية واسعة تقوم على المحبة والأخوة والتسامح والأخلاق ما جعله يتمتع بشخصية عربية أصيلة قوية العزائم والإرادة الفاعلة متأثراً في تكوين الإنسان وتحديد ملامح شخصيته وإمكاناته الواسعة وفق الظروف والمناخ الذي لازمه في شبابه والتزامه بالإيمان المطلق لمبادئ الشريعة الإسلامية.
لقد أكد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته المختصرة والمفيدة في مؤتمر القمة في الكويت أن طريق الإسلام واحد لا يتعدد ولا يختلف، وأن منهجه واحد لا يتباين ولا ينحرف، ولم تعرف البشرية نظاماً للعدالة والتسامح عند المقدرة كما عرفه الإسلام.
كما أكد الملك عبدالله بأن نظرة العالم الإسلامي إلى السلم والحرب والأمن إنما يقوم على العدل وهو هدف من أهداف الأمة الإسلامية أينما كانت على الكرة الأرضية وبالتجاوب مع أهداف البشرية لتحقيق أمنها وسعادتها.
وجدد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن إيمان القيادات السعودية إنما هو الإيمان المطلق بالله تعالى وهو الخالق العظيم، وأن هذا الإيمان هو منحة كبيرة وعظيمة من لدن إلهنا الواحد سبحانه وتعالى، كما هو المنار الوضاح والدائم الذي يضيء الطريق المستقيم أمام كل مؤمن بالله القدير الذي أوجد البشرية على كوكب الأرض.
وأوضح أن الواجب يتطلب الأمر اتخاذ القرار الصعب بين الأشقاء في العالم العربي وتوحيد الكلمة العربية، وتوحيد كلمة الشعب الفلسطيني للوصول إلى هدفه في إقامة دولته المستقلة على أرض الآباء والأجداد وعاصمتها القدس الشريف، للحفاظ على الثقافة الإسلامية والهوية العربية والنهج الإسلامي في حياة الشعوب المؤمنة وصد كل المحاولات التي تقوم بها الفئات المغرضة والمعادية للإسلام والتي تخدم العدو الإسرائيلي، لأن تلك الفئات دخيلة على الإسلام وضالة لمبادئ الإسلام هدفها نشر بذور التفرقة والفساد بين المسلمين وتخدم أعداءهم.
وتضمنت كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام الوفود العربية والعالمية بأن من حق الشعوب والدول الأجنبية أن تبادل الأمة العربية والإسلامية دولاً وشعوباً مشاعر الأخوة الإنسانية المسالمة من غير شحناء ولا تظالم ولا طغيان حتى يتم بناء عالم صالح للإنسان تشارك فيه دول العالم قاطبة ليرقى بمستوى حياة الإنسان الروحية والمادية لأن الدين الإسلامي في مبادئه السامية إنما هو دين سلام وتعاطف وأخوة مع جميع الإنسانية، إنه طريق التعايش بين أفراد المجتمعات البشرية.