تونس - واس
أكد عدد من الدبلوماسيين العرب العاملين بتونس والشخصيات السياسية والإعلامية التونسية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قد حدد في كلمته خلال افتتاح القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالكويت مبادئ التضامن العربي وما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء العرب بما يخدم قضايا الأمة ويحقق مصالحها العليا.
ونوهوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية بإعلان الملك المفدى انتهاء الخلافات العربية وتقديم المملكة ألف مليون دولار لإعادة اعمار غزة الصامدة وتأكيده أن المبادرة العربية للسلام لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد.
وقال سفير دولة فلسطين لدى تونس سليمان الهرفي (إن موقف خادم الحرمين الشريفين لم يكن مفاجئا فهو يأتي استمرارا لمواقفه التاريخية العربية والإسلامية المناصرة للشعب الفلسطيني وكل الشعوب المظلومة في العالم الإسلامي وفي كل أنحاء الأرض)... ووصف كلمة خادم الحرمين الشريفين بأنها شاملة ومتكاملة وعبرت عما يجول في نفس كل عربي مسلم حر تجاه العدوان الغاشم ورسمت معالم المستقبل للأمة العربية.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين كان دائم الدعوة إلى تجاوز الصغائر من أجل الهدف الأسمى المتمثل في وحدة الأمة وتحقيق مصالحها وهو ما تجدد في القمة العربية بالكويت.
ونوه بالتبرع السخي الذي قدمته المملكة لإعادة اعمار غزة ورفع أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينسى هذا الموقف النبيل من المملكة التي كانت دوما الصرح العالي الذي يستجير به المظلومون.
من جانبه أكد سفير دولة قطر لدى تونس سعد بن ناصر الحميدي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تضمنت مجموعة من المبادئ والأسس تتعلق بالتضامن العربي والمصالحة العربية ووحدة الصف لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين هيأ الأجواء المناسبة لانطلاق المصالحة العربية وتجاوز الخلافات من خلال كلمات عبرت عن نبل المقاصد والنوايا ولقاءات على درجة كبيرة من الأهمية جمعته مع عدد من القادة العرب.
ورأى رئيس جمعية الإخوة السعودية - التونسية في مجلس النواب التونسي يوسف الرمادي أن إعلان خادم الحرمين الشريفين في افتتاح القمة عن وحدة الصف العربي وذهاب الخلافات العربية جاء في أوانه ليعد للأمة العربية الأمل في وحدة قادتها خدمة لقضاياها المشتركة التي لا تتحقق بغير ذلك.
وقال (إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مثل دائماً أمل الأمة في تحقيق وحدة موقفها وإنهاء خلافاتها وهو ما جاء في قمة الكويت ليوجه أعمالها في الاتجاه الصحيح). ونوه بالدعم السخي الذي أعلنه الملك المفدى المتمثل في تقديم المملكة مبلغ ألف مليون دولار لإعادة أعمار غزة.. ورأى في ذلك دليلا آخر على الدور الريادي الذي تقوم به المملكة داخل أمتها العربية والإسلامية وهو ما تتوقعه منها شعوبها دائما.
وقال رئيس تحرير صحيفة (الشروق) التونسية عبد الحميد الرياحي (إن خادم الحرمين الشريفين تولى مهمّة طيّ صفحة ماضي العلاقات العربية - العربية بما فيها من خلافات وتجاذبات وصراعات أدّت إلى تشظّي الصف العربي وهزال المواقف العربية بما قدّم لأعداء الأمّة خدمة لم يكونوا يحلمون بها).
وأضاف لقد كانت الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين وما تبعها من مصالحات بين الأشقاء على هامش القمة كانت بمثابة البلسم الذي يطيب الجراح ويهدئ النفوس داعيا الجميع إلى الانضمام إلى هذا المسار التصالحي الجديد والعمل على ترميم جسور الثقة بشكل يقطع الطريق أمام أية خلافات أو سحب قد تظهر مستقبلا في سماء المنطقة العربية.