Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/01/2009 G Issue 13265
الخميس 25 محرم 1430   العدد  13265
أضواء
تفاؤل مسبق بابن حسين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

ليس أصعب من خوض معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا خوض معارك مهام الرئاسة نفسها. هكذا أجمع كل من فاز بتلك الانتخابات ودخل البيت الأبيض، فالمعروف أن مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية يخوضون صراعا مريرا يستمر أكثر من عامين يبدأ من داخل الصفوف الخلفية للحزب الذي يترشح منه، بعده ينخرط في معركة شرسة مع مرشحي الحزب، وبعد أن يحسم المعركة لصالحه ينتقل إلى معركة أشد ضد مرشح الحزب الآخر التي يتخللها جولات في الولايات المختلفة ويجوب البلاد الأمريكية من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب، ويعقد مناظرات مع منافسيه ويلقي مئات الخطب، وبعدها يواجه الناخبين ليتجاوز آخر العقبات للوصول إلى البيت الأبيض، عندها تبدأ المهام الصعبة، هكذا يقول كل من وصل للبيت الأبيض..!

فمن يدخل البيت الأبيض يواجه تحديات جساما ليس فقط مواجهة المشكلات الأمريكية، بل التصدي للمشكلات الدولية، فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة في هذا العصر الذي تعد فيه أمريكا القطب الأعظم الأوحد، وإن شاركت روسيا الاتحادية في مزاحمة هذا القطب إلا أن أمريكا تظل هي الزعيمة الأولى للعالم، وأن رئيسها هو الرجل الأقوى في العالم.

إذن باراك حسين أوباما الرئيس الرابع والأربعون الذي نصب يوم الثلاثاء في احتفال كبير شهدته العاصمة الأمريكية واشنطن بحفل تحطمت فيه كل الأرقام حيث بلغ الحضور الذي شارك في الحفل 1.200.000 شخص وتابعه أكثر من مليار شخص أرادوا أن يعرفوا كيف سيواجه الرئيس الجديد التحديات الكثيرة والإرث الصعب الذي تركه له الرئيس السابق جورج بوش الذي لم يترك شيئاً إلا وخربه..! هكذا يقول الأمريكيون وغير الأمريكيين وبخاصة المسلمون والعرب الذين كانوا أكثر المتضررين من سياسة ونهج الإدارة الأمريكية السابقة..!

ولذلك كان المسلمون والعرب أكثر متابعي فعل تنصيب أوباما راحة وهم يستمعون إلى قوله وهو يؤكد: (بالنسبة للعالم الإسلامي.. نسعى لنهج جديد للمضي قدماً استناداً إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وأن الولايات المتحدة ستبدأ وبشكل مسؤول بترك العراق لشعبه وإرساء سلام في أفغانستان).

هذه الوعود الثلاثة أثلجت صدور المسلمين والعرب جميعاً الذين عانوا من استهداف إدارة بوش لبلاد المسلمين ورعاياهم، ولذلك فقد ارتاحوا لتأكيد أوباما أنه سيتعامل مع العالم الإسلامي استناداً إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.. لأن المسلمين جميعاً يعرفون أن المصالح الأمريكية في العالم الإسلامي تستحق من أمريكا تعاملا أفضل بكثير مما قام به سلفه بوش.. إذ كان تعاملاً يخلو من الاحترام المتبادل وخاصة من الجانب الأمريكي.

تظل قضية مهمة.. وهي القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية للمسلمين والعرب، فقد لاحظ متابعو خطاب باراك حسين أوباما غيابها تماماً من ثنايا الخطاب، إلا أن تسرب خبر من واشنطن بقرب تكليف السيناتور السابق جورج متشل مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط، يعطي مؤشرا على اهتمام الرئيس الجديد بهذه القضية التي هي مفتاح الحرب والسلام في العالمين الإسلامي والعربي.

أقوال وتعهدات (ابن حسين) باراك حسين أوباما أشاعت الأمل بين الأمريكيين بتغيير صورتهم للأحسن في العالم.. وللعرب والمسلمين بعودة أمريكا إلى الإنصاف.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد