سألني صديقي معاتبا عند تلبيته دعوتي له لزيارة مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون لمشاهدة معرض التصوير الفوتوغرافي الياباني الذي تستضيفه وكالة وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية قائلا.. لماذا انتم مقصرون في الدعاية عن المعارض التشكيلية..؟؟، هذا العتب وهذا السؤال وقعا علي كالمطرقة لسببين إننا في مركز الأمير فيصل لا نملك ميزانية نخصصها للدعاية إلا عن المناسبات التي يقوم المركز على تنظيمها وما عدا ذلك فكل قطاع أو مؤسسة تقوم بدور الدعاية عن معارضها التي تقام بالمركز.
والحقيقة أن السؤال كبير ومهم يمكن توجيهه لكل جهة تقيم لها معرضا في أي مكان كان فكثيرا معارض تشكيلية أو معارض للتصوير الفوتوغرافي تمر مرور الكرام دون أي إعلان أو دعاية من قبل المنظمين لها، هذا الواقع ليس جديدا على هذه المعارض منذ انطلاقتها حينما كانت تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب أو ما تبع ذلك بعد انضمامها لوزارة الثقافة والإعلام، فالاهتمام لا يتعدى طباعة كتيب للمعرض وبطاقات الدعوة الكثير منها لا يرتقي إلى مستوى الحدث ويتم توزيعها في وقت ضيق ولفئات محدودة اغلبها من المهتمين والمنتمين لهذه الفنون ومع ذلك تعتبر جهدا مشكورا.
إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالمعارض التشكيلية والفوتوغرافية تحتاج إلى الإعلان والدعاية بشكل يتوازى مع ما يتم القيام به عند عرض مسرحية أو نشاطات ترفيهية التي نجحت العديد من القطاعات في تفعيل الإعلان لها ومنها أمانة مدينة الرياض التي حققت حضورا باهرا في جانب الدعاية عن مناسباتها الثقافية ونشرها في كل زاوية وشارع ومنها الشوارع الرئيسية، ففي تخصيص اقتطاع اكبر نسبة من ميزانية المعرض للدعاية أهم من أن تكون للضيافة والبوفيه الذي لا يضيف جديدا أو يهم من جاء للمعرض فقد يكون في تقديم كأس العصير أو فنجان القهوة والشاي ما هو أفضل وأسهل وأكثر نظافة مما يحدث من بقايا المعجنات والبسكوت أو ورق العنب وخلافها من أنواع المأكولات التي تقدم وقت الافتتاح.
إن المعارض التشكيلية لا تقل بأي حال عن المسرحيات أو المناسبات المنبرية أو معرض الكتاب، ووجود الدعاية وانتشارها في الأماكن المعروفة سببا في حضور نسبة اكبر مما يرى من شح في زيارة تلك المعارض دون إعلان عنها، كما أن في وجود الإعلان التلفزيوني عن مناشط الثقافة وبشكل مكثف ما يثري عقول المشاهدين ويحفزهم على الحضور لكل فئات المجتمع من عشاق هذا الفن أو من يبحث عن جديد يضيفه إلى برنامج عطلة الأسبوع.
MONIF@HOT MAIL.COM