في رثاء الشيخ محمد بن حسن بن راوي - رحمه الله - والد الأستاذ الشاعر حسن الزهراني نائب رئيس نادي الباحة الأدبي
|
أيُّها الرَّاحِلُ الجليلُ المُهِيْبُ |
يا فؤاداً لكلِّ خَيْرٍ قَرِيبُ |
عشتَ في زحمةِ الحياةِ سِراجاً |
يرسلُ النورَ والحنايا تذوبُ |
وجهك المشرقُ الذي كان بدراً |
كم تجلت على سَنَاهُ الدروبُ!!! |
كم رأيناك للمساجدِ تغدو |
وعليكم من المروءاتِ ثوبُ |
يا فؤاداً لم يعرفِ الناسُ عنه |
غيرَ صِدْقٍ يخشى لقاهُ الكذوبُ |
أيها الصَّامتُ الصبورُ الحليمُ |
أيها الراحل الغريبُ العجيبُ!!! |
عشت دهراً لم يلمَسِ الناسُ منكم |
غيرَ عزمٍ تفرُّ منه الخطوبُ...!!! |
كنتَ درساً للتائهينَ الحيارى |
وإذا أخطأ الرُّمَاةُ تُصيبُ |
كنتَ رمزاً للخيرِ في كلَّ عينٍ |
كنتَ طُهراً تفِرُّ منه العيوبُ!!! |
لم تخادعْ ولم تُنافقْ وتمضي |
بشموخٍ تُسرُّ منهُ القلوبُ |
رغم شحِّ الزمانِ عِشْتَ عزيزاً |
يحفرُ الصَّخرَ عزمُك المشبُوبُ |
كنت عندي وعند غيري مثالاً |
يحتذيهِ من حيَّرتْهُ الدُّرُوبُ |
سوف تبقى ذكراكَ في كل قلبٍ |
سوفَ يمضي على خطاك الأريبُ |
باركَ اللهُ في بنيكَ ففيهم |
يتجَلَّى مَسَارُكَ المحبُوبُ |
فيهم الصدقُ والوفا والتَّأني |
وبهم يأنسُ البعيدُ القريبُ |
|