المجمعة -حمود المزيني:
كثرت التساؤلات مؤخراً عن ماهية النشيد الإسلامي، وما هو الفرق بينه وبين الغناء..؟؟ وعليه فإنني أقول وبالله التوفيق:
النشيد أو الغناء الإسلامي: هو نوع من أنواع الغناء، أو بالأحرى هو الغناء المتجرد من الكلمات الهابطة، ومن مصاحبة الإيقاع والموسيقى.. وهو - بهذا المعنى - كل غناء يحمل معنى نبيلا، وفكرا ساميا.. وكل ذلك جميل ولا غبار عليه..
إلا أن المأخذ على أصحاب هذا المصطلح.. هو أنهم لما لاحظوا أن النشيد أو الغناء بالأصح لا يستقيم إلا بالموسيقى.. فقد لجأوا إلى الاحتيال على الموسيقى باستخدامها بواسطة الحبال الصوتية بدلا من الآلات الوترية. فكأنهم عند أنفسهم قد سلموا من العتب مع تحقيق الغاية.
وإلا فما هي مزامير داود عليه السلام غير أصواته الحسنة ولحنه الشجي.
سميت مزامير مثل بقية المزامير من الآلات.
فالمزمار يطلق على صوت العود والكمان، وبقية الآلات، وعلى الصوت الحسن.
فأنت حين تسمع الغناء الإسلامي، فإنه بمجرد أن يتوقف المغني.. تعقبه الموسيقى المنطلقة من قصبة الكائن الحي. على نفس الرتم والنغمات الصادرة من العود والكمان، أو غيره من الآلات!!..
ونحن نتساءل ما دمتم مصرين على تحريم الآلات.. فلماذا تلهثون وراءها.ولماذا تتفننون في استنباط أنغامها وأصواتها بطريقة أخرى.؟
من جهة أخرى.. لماذا يتبارى المنشدون الإسلاميون.!! في تقليد الفنانين، والمغنين، وتتبع خطاهم في ألحانهم، وفي أغانيهم وأصواتهم. حتى كأن المستمع، لأناشيدهم يتابع أغاني طلاح مداح، ومحمد عبده، أو سلامة العبدالله، ومحمد السليمان.
ألا يدل ذلك كله على أن الفن بمختلف ألوانه، جبلة في الإنسان، يحسن تهذيبها والاستفادة منها.. بدلا من محاربتها وكبتها.وأخيراً رحم الله ذلك العالم الذي قال: لا فرق بين سماع الأوتار، والاستماع للبلبل الهزار.