لم أكن أعلم قبل هذا اليوم لوعة للفراق.. ولا ألماً للوداع، ولم أكن أتمثَّل هذين البيتين حقيقتهما حتى تحدد يوم وداع الأستاذة لولوة الخرب بعد حياة عملية دامت 24 سنة كان ملؤها الصدق في المعاملة والحرص على نفع الجميع مع دماثة أخلاق وسعة نفس وبصيرة نافذة.. لا أقول هذا الكلام من باب المجاملة أو المديح الأجوف، بل هو تعبير عن واقع عايشته ومربية فاضلة عملت تحت إدارتها مدة من الزمن كانت لي فيها الأم الحنون والأخت الرؤوف والصديقة الوفية فلها مني دعاء صادق في ظهر الغيب بأن يوفقها الله في جميع مراحل حياتها العلمية والعملية.. وأن هذا اليوم الأربعاء الموافق 24-1- 1430هـ هو يوم مغادرتها موقعها الذي ملكته بجدارة.. وإني إذ أبوح ببعض خبايا الصدر ولوعات الشوق فإنه يعزيني أن علاقتي معها جاوزت حدود العمل.. وأقول صادقة إن هذه العلاقة ستستمر إن شاء الله حتى يذهب الأعجل منا.. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.