أتوقع بل ربما شبه متأكد.. أن الصوماليين رغم كل ما قالوا في رئيسهم الأخير (رناد بري) إلا أنهم يترحمون على هذه المرحلة.. ويتمنون لو أنها تعود بأي ثمن وبأي شكل.. حتى ولو بشكل أبشع وأشنع.. المهم.. أن يعود الأمن والاستقرار إلى البلاد.
* وهكذا الأفغان.. أتوقع أنهم يتمنون عودة أي من الأنظمة السابقة كلها بدون استثناء.. (ظاهر شاه) أو غيره.. لأنهم جربوا الضياع والفوضى والاحتراب الداخلي.. وأدركوا.. أن وجود نظام بكل ما يحمل من سوء وشراسة.. هو أفضل بكثير من الفوضى.
* وهكذا العراقيون الذين ذاقوا الويلات في عهد صدام حسين.. هم اليوم يتمنون عودة صدام أو عهد صدام بكل ما فيه من قسوة وعنف على هذا الوضع المعاش اليوم.
* كم من المحاولات تعاقبت على الصومال للمِّ شمل البلاد تحت قيادة واحدة.. ولكن كل شيء تبخر وفشل.. وكل المشاريع أُحبطت وعمت الفوضى رغم المحاولات المتكررة لإنشاء حكومة شرعية واحدة.
* اقتتل أهل الصومال.. ومات الملايين في الاحتراب وبالجوع وبالمرض.. وبالحر وبالبرد وبالقهر وعمت الفوضى في بلد من أغنى البلدان.. كانت تمد الكثير من بلدان العالم بالفواكه والمواشي واليوم.. أصبحت هشيماً.
* وهكذا أفغانستان.. هي الأخرى تسبح في بركة من الفوضى.. حتى كابل نفسها.. التي هي العاصمة ومقر الحكومة.. تدب فيها الفوضى والاقتتال.. ولا يأمن أحد على نفسه أو منزله أو أسرته فالبلد دخل في نفق مظلم استحال معه الحل.. واستحال إيجاد حكومة شرعية تمسك زمام البلاد.
* وهكذا العراق رغم الوجود الأمريكي القوي.. ورغم الوجود البريطاني.. ورغم محاولة إعادة تأهيل الشرطة والجيش.. إلا أن الفوضى والاضطراب كانت أكبر من ذلك.. فعمت الفوضى والاضطراب والاحتراب بشكل استحال معه إيجاد نظام يتمشى معه الجميع.
* هذه دروس وعبر لمن أراد أن يعتبر.. ونحن نخشى اليوم أن تجرف بعض الدول في هذه الهاوية السحيقة.
* نخشى على لبنان.. وكنا نخشى من قبل على الجزائر.. لولا أن تداركها الله برحمته.. ولولا أن أدرك الجزائريون أنفسهم حجم خطئهم فأفاقوا في الوقت المناسب.. لتحولت البلاد إلى فوضى.
* وهكذا بلدان أخرى.. مثل الكونغو وراوند وبلدان ثانية.. توشك أن تكون كذلك.
* الحياة دروس وتجارب.. والتاريخ مليء بالعظات.. فمن يعتبر.