Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/01/2009 G Issue 13264
الاربعاء 24 محرم 1430   العدد  13264

دفق قلم
شهدوا على أنفسهم
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

من يتابع ما يقوله الكتاب والمتحدثون والسياسيون في الدولة الصهيونية وأمريكا وأوروبا عن حرب غزة، يعرف معنى الهزيمة النكراء التي أصيب بها الجيش الظالم المعتدي الهمجي في جريمته التي ارتكبها في غزة الإباء.

في صحيفة هآرتس اليهودية الصادرة في الأرض المحتلة يقول أحد كتابها السياسيين اليهود: هناك مظاهر كثيرة تدل على فشل الحرب التي شنها جشينا على غزة، ومن أبرزها: استمرار اطلاق الصواريخ وعدم قدرة عملية (صبّ الرصاص) على إخماد شيء منها، ومن تلك المظاهر استمرار تهديد المقاومة الفلسطينية في غزة بتوسيع رقعة الزيت بقذف الصواريخ إلى أكثر من خمسين كيلومتراً، ومن أهم مظاهر هزيمتنا في غزة عدد من قتل من الأطفال والنساء والمدنيين، وما هدم من البيوت والمساجد والمستشفيات مما جعل الشعوب في العالم كله تتظاهر ضد دولتنا، ومما جعل عددا من الصحفيين في نادي الصحفيين في واشنطن يقولون لوزيرة الخارجية (ليفني) أنتِ إرهابية، ودولتكم إرهابية، وجيشكم إرهابي.

أما (دوف فايسفلاس) مستشار رئيس الوزراء الصهيوني السابق شارون فيقول: أعترف بعدم قدرة جيش إسرائيل على هزيمة حماس إطلاقاً، ولقد أعطت حربنا على غزة هذه المنظمة وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة شرعية شعبية عالمية لم يكونوا يحلمون بها.

ويؤكد المحرر السياسي في صحيفة (هآرتس) وصحيفة (لونوفيل أوبسر فاتور) إن عملية (صب الرصاص) على غزة خطأ استراتيجي كبير، لا نعرف إلى أي مدى سيصل أثره السيئ على إسرائيل، والمشكلة أن الجيش الإسرائيلي قد كرر الأخطاء السابقة بإصرار.

أما صحيفة (نيويورك تايمز) فتؤكد أن إسرائيل قد ظنت في حربها على غزة أنها ستشل حركة حماس لتقوية التيار العلماني على حساب التيار الإسلامي، وقد حدث عكس ذلك تماماً.

أما الكاتب اليهودي (جدعون ليفي) فقد كتب في (يديعوت أحرنوت) يقول: الهدف النهائي لإسرائيل في ضرب غزة هو إجهاض وإبعاد حماس عن الحكم، ولكن الأمر غير قابل للتحقيق إطلاقاً بالوسائل العسكرية، فها هي حماس تحظى بسبب هذه الحرب بالتأييد المطلق من جميع فصائل المقاومة وجميع الشعب الفلسطيني في غزة وفي بقية فلسطين، بل وفي العالم أجمع، بصورة غير عادية، ولابد من إيقاف الحرب على غزة باعتبارها فاشلة.

أما (جاكسون ديل) نائب محرر صفحة الآراء بالصحيفة الشهيرة (واشنطن بوست) فيقول: حملة إسرائيل على غزة فاشلة جداً، ولا يمكن القضاء على الحركات الدينية في الشرق الأوسط بالحروب وبالوسائل العسكرية أبداً، لقد تورطت إسرائيل ولابد أن تهدأ وتتوقف حتى يتسنى للقادة الجدد الذين سيختارهم الناخبون في انتخابات فبراير 2009م أن يديروا العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بطريقة أكثر ذكاء وفاعلية.

أما الكاتب (توم سجيف) فقد كتب في الواشنطن بوست نفسها قائلاً: إنها حرب الحماقات الإسرائيلية القاتلة، وتؤكد الصحيفة اليهودية (يديعوت أحرنوت) إن هذا العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى تزايد الاحتجاجات الصارخة ضد إسرائيل في العالم، وجرَّأت بعض الدول الرافضة لما جرى من قتل وهدم في غزة على قطع العلاقات السياسية مع إسرائيل، ومكَّنت للمقاومة الإسلامية التي تقودها حماس شعبياً وعسكرياً وسياسياً، وأحرجت العرب الذين يميلون إلى المفاوضات مع دولة إسرائيل، وأحرقت أوراق الذين يشتركون مع إسرائيل في الرؤية السياسية من رجال السلطة الفلسطينية، وتشير الصحيفة اليهودية نفسها إلى القلق الشديد والخسارة المادية الضخمة التي سببتها صواريخ المقاومة الفلسطينية التي أطلقت على قواعد إسرائيلية عسكرية، فهناك ما يقرب من ألف وسبعمائة مصنع يعمل فيها أكثر من تسعة وثلاثين ألف عامل إسرائيلي قد توقفت تماماً طيلة أيام الحرب بسبب صواريخ القسام وشهداء الأقصى التي أطلقت على أسدود وبئر السبع وغيرها من القواعد والمدن الإسرائيلية، وهذا شكَّل ضغطاً داخلياً على دولة إسرائيل لم يكن يعلم عنه كثير من الناس.

وأخيراً قال الجندي الاحتياطي اليهودي (شيمري تسميرت) الذي رفض الأمر بالمشاركة في الحرب على غزة: لقد نجحت في إرسال أكثر من عشرين ألف رسالة إلى الناس في إسرائيل لبيان موقفي من حربٍ ظالمةٍ تقتل الأطفال والأبرياء من الناس.

ليت بعض الأقلام المريضة تتوقف عن الإساءة إلى الجهاد الإسلامي الكبير الذي حدث في غزة من باب (إذا بُليتم فاستتروا).

إشارة:

كونوا يداً بالحق واحدةً إذا

ضربتْ تحاشاها العدوُّ المدبرُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد