Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/01/2009 G Issue 13264
الاربعاء 24 محرم 1430   العدد  13264
السفراء لـ(الجزيرة): خطاب الملك عبدالله عنوان للوحدة العربية

 

الجزيرة - روضة الجيزاني

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى تجاوز الخلافات بين الأشقاء العرب، وقال في خطابه بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية الاقتصادية بالكويت إن المبادرة العربية لن تبقى طويلا على الطاولة، وأعلن عن تبرع الشعب السعودي بمليار دولار للفلسطينيين.

عدد من السفراء المعتمدين بالمملكة العربية السعودية أشادوا بخطاب الملك عبدالله واعتبرو ما جاء في الخطاب بمثابة مضامين لعنوان الوحدة العربية.

سفير جمهورية مصر العربية (محمود عوف) اعتبر الخطاب رمزاً للوحدة العربية، ورسالة لتجاوز الخلافات بين العرب بما تضمن من جهد ودعوة صادقة لإعادة ترتيب الصف العربي لمكانه الصحيح من منطلق المسؤولية العربية والإسلامية، وأن الخطاب قدم العديد من الحلول الهادفة التي من شأنها أن تعطي مؤشراً للعالم العربي أن يتحدوا اليوم، والبدء بالمصالحة الفلسطينية.. وعن التبرع المادي ثمن السفير المصري التبرع وقال: إن ذلك نابع من تحمل السعودية العديد من المواقف في العالم العربي والإسلامي والتبرع السخي من قبل السعودية سيفتح أبواب الأمل أمام الفلسطينيين في إعادة النهوض والخروج من الأزمة، مشيراً إلى الدور السعودي المصري في حل الأزمة، مؤكداً على عمق العلاقات بين البلدين المتأصلة بالمواقف المشتركة بين القيادتين.

ومن داخل القمة تحدثنا مع السفير الجيبوتي (ضياء الدين بامخرمة) بصفته مشاركاً مع وفد بلاده بقمة الكويت، والذي وصف خطاب الملك عبدالله بالخطاب التاريخي وقال: إنه قرأ على ملامح القادة التأثر الشديد لدى إلقاء الملك عبدالله كلمته، لافتاً إلى العبارات التي جاءت تترجى المشاركين أن يتحدوا، لقد وجدت دعوة رجل العرب الملك عبدالله الاستجابة الفورية، فهي كلمة تنبذ الفوارق وترص الصفوف، وتؤدي إلى مستقبل مشرق، وثمن السفير بامخرمة التبرع من قبل الملك عبدالله، مشيراً أن هذا سوف يحيي الأمل لدى الفلسطينيين ويكون له الأثر الطيب لدى الشعب الفلسطيني.

سفير جمهورية اليمن (محمد علي الأحول) علق على خطاب الملك عبدالله قائلاً: إن الخطاب أعاد للأمة العربية المسؤولية، وأعاد الأمل للمواطن العربي والفلسطيني، وبين وحدة الموقف العربي ممثلة بالزعماء، وتجاوز الخلافات العربية، كما أعطى مؤشر مهماً للإخوة الفلسطينيين أن عليهم العودة للوحدة الداخلية، ووصف موقف الملك عبدالله برجل المبادرات، مشيراً إلى التبرع بمليار دولار للفلسطينيين الذي من شأنه أن يضمد جراح الفلسطينيين، ويعيد الأشياء إلى ما كانت عليه قبل الاجتياح الإسرائيلي، معتبراً القمة أنها قمة القمم حيث عبرت عن موقف عربي تضامني، والدعوة إلى الانضمام إلى وحدة ثابتة قد تتجاوز العدو في المستقبل من خلال الوصول لوفاق يخدم القضايا العربية.

كما اعتبر السفير الجزائري (الدكتور لحبيب ادامي) خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه جاء في خضم مخاض صعب تمر به الأمة بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الممنهج على البشر والشجر والحجر في غزة، وقد أعطت صداها المميز في قاعة المؤتمر وأروقته، كذلك تجاه المتتبعين والسياسيين والإعلاميين حيث مثلت صيحة عربية أصيلة قوية وسط قادة الأمة وشعوبها، من شأنها نبذ الخلافات ورص الصفوف ورفع التحديات التي تواجهها لا سيما منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتطلع السفير الجزائري أن تجد هذه الصيحة آذاناً صاغية وقلوبا واعية لدى قادة الأمة ونخبها وعموم الفاعلين فيها.

وحول حديث الملك عن المبادرة العربية وجهوده بالمصالحة العربية العربية، والإشارة إلى أنها لن تبقى على الطاولة إلى الأبد، اعتبر ذلك بمثابد دعوة صريحة وقوية إلى المصالحة العربية العربية كإجراء داخلي يرفع ما أصاب البنيان العربي من تصدع، وأنه تصريح جريء بأن المبادرة العربية للسلام التي طرحها الملك عبدالله في قمة بيروت عام 2002، وتبناها العرب آن ذاك ثم أعيد طرحها في قمة الرياض، والتي ماطلت إسرائيل في التعامل معها اليوم، لن تبقى مطروحة على الطاولة للأبد، وهذه إشارة واضحة إلى أن العرب طرحوها بسيادة كاملة وإرادة حرة بإمكانهم أن يسحبوها أيضاً بسيادة كاملة وإرادة حرة في الوقت الذي يختارون ليفسحوا المجال لباقي الخيارات الأخرى، وثمن السفير الجزائري التبرع السعودي بمليار دولار للفلسطينيين، وقال: إن هذا التبرع سوف يسهم في إعادة إعمار ما هدمه العدوان، مشيراً أن ذلك ليس بالأمر الغريب على المملكة وقادتها، مذكراً بالسجل التاريخي للمملكة التي قال إنها كانت وما زالت السباقة في بذل ما تملك.

السفير الاثيوبي: (يوسف عبدالله سكر) اعتبر التبرع السخي الذي تبرع به الملك عبدالله يأتي من منطلق مسؤولية المملكة العربية السعودية تجاه القضايا العربية والإسلامية، وقال: إن السعودية دائماً سباقة في تقديم الدعم المادي للعالم العربي والإسلامي والوقوف مع الدول التي تتعرض لأزمات في العالم، ووصف القمة بأنها قمة تجاوز الخلافات والاتفاق على كلمة واحدة والخروج بصفحة جديدة من شأنها أن تنعكس على العالم العربي، وتدعم القضايا العالقة وبخاصة القضية الفلسطينية، مطالباً بالاعتبار الأخذ بقرارات الأمم المتحدة تجاه دولة فلسطين، ورحب السفير سكر بدعوة الملك عبدالله لتجاوز الخلافات العربية وقال: إن هذه الدعوة وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم، وهذا من شأنه أن يصحح المشهد العربي.

السفير عبدالكريم السمار سفير المملكة المغربية وصف قمة الكويت الاقتصادية بيوم الملك عبدالله الذي قال إنه أعطى نقلة نوعية للعمل العربي المشترك، وجعل القمة ترتقي من عنوانها الاقتصادي والتنموي إلى عنوان المصالحة، ولم شمل الصف العربي الذي لا غنى لأي عمل عربي مشترك عنهما، وأضاف قائلاً: إن الملك عبدالله - حفظه الله - قرن بين القول والعمل عندما دعا نفسه لأن يكون قادة الامة أكبر من الجراح، وأن يتساموا عن خلافاتهم ويهزموا ظنون الأعداء، وثمن السفير السمار تبرع المملكة بمليار دولار لإعادة إعمار غزة، مشيراً إلى أنه كان هناك توقع من الأصدقاء قبل الأعداء أن تسفر القمة عن مزيد من التصدع في الصف العربي الذي شهد تفاقما بالوضع بسبب تباين المواقف من أحداث غزة الدامية، وقال: إن الملك عبدالله وما عرف به من حكمة وحنكة سياسية آثر مصلحة الأمة على الانتصار للمناكفات والحزازات الشخصية، وكان همه الأول ترميم العلاقات العربية العربية وهذا موقف يتسق وسياسية المملكة التي ضمدت الجراح في لبنان ورعت اتفاق المصالحة بين الفلسطينيين، لافتاً إلى أن الملك عبدالله يلتقي من خلال هذا التوجيه مع أخيه جلالة الملك محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس الشريف، والذي دعا أيضاً في قمة الكويت لأن تتحقق الوحدة العربية بإستراتيجية عملية وألا تبقى شعارا أو سرابا، وتطلع السمار إلى أن تتضافر الجهود الخيرة من أجل لحمة القيادة الفلسطينية ففرقتهم كما قال الملك عبدالله هي أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد