العرب والبورصات قصة ألم طويلة لا تكاد تنقضي وخصوصاً في الدول التي تأصلت في مواطنيها ثقافة البورصات.. فقد أضحت حديقة الاستثمار المفضلة لديهم إلا أن اقتصاديين يرون أن العرب بحاجة إلى التعرف على الدور الحقيقي للبورصة لأن كبوتها العربية ليست إلا جزءاً من تداعيات انحدار الوعي بها مشددين على أن الدول العربية مطالبة بتظيم آليات عمل أسواق المال بما يحفظ مدخرات المواطنين العرب من التلاعب والمضاربات المالية, كما يطالبون بحماية صغار حملة الأسهم والعمل على تعميق الأسواق المالية العربية بما يحفظ استقرارها ويضمن عدم تكرار المآسي الأليمة كما حدث في الهبوط الحاد لمعظم الأسواق المالية العربية في عام 2006 م.
من جهتها تدعو الدراسات التي تم إعدادها تمهيداً لقمة الكويت الاقتصادية إلى مواجهة التحديات التي تشهدها الدول العربية على ثلاثة مستويات للنهوض إلى أوضاع معيارية من خلال التمييز بين دور إدارة الأسواق المالية وعملياتها وتنظيم شركات الوساطة والتداول والدور الرقابي على إفصاح وشفافية الشركات المتداولة وعلى تعامل المتداولين, وثالث هذه الأدوار هو الدور الحكومي في تعميق السوق وتنشيطه وكسر تصلب التكوين الرأسمالي.. كما تشدد الدراسات التي ينتظر الاقتصاديون تضمينها برامج عمل لتحسين أداء الأسواق المالية العربية إلى ضرورة وضع معايير لمكافحة المضاربات وحماية الأسواق من التلاعبات ولاستملاك شركات خارجية لأصول محلية إستراتيجية.
وتوصي الدراسات التي تمَّ إعدادها من قبل متخصصين عرب في الأسواق المالية إلى ضرورة تفعيل استقلالية ودور المصارف المركزية خصوصاً فيما يتعلق بسندات الدين العام الحكومي وبسياسات صرف العملات الأجنبية والتحويل يذكر أن هناك اتحاداً تم تأسيسه عام 2006 ويضم 11 دولة باسم اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية لكنه مجرد تجمع استشاري ولا يرقى إلى دور يعزز التكامل العربي.