Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/01/2009 G Issue 13261
الأحد 21 محرم 1430   العدد  13261
فلسطين أول أجناد الشام من ناحية الغرب
بيت المقدس قصبة فلسطين

 

النسبة إلى فلسطين فلسطي وليس فلسطيني (الحموي)!!

ضبط فلسطين الصحيح بكسر الفاء وإسكان الراء والطاء ياء بعدها نون والدليل على ذلك حسي ومادي !!!!

ضبط فلسطين

ما زال كثير منا يخطئ في ضبط هذا الاسم العزيز الحبيب الذي هو علم وكناية عن أرض تضم المقدس والأقصى الذي أسري منه خاتم الأنبياء والمرسلين وصورة الخطأ النطقي عندنا في الضبط لفلسطين فتح الفاء والصواب هو ما أورده الحموي بما نصه في معجمه -ج4 ص274 (فلسطين بالكسر ثم الفتح وسكون السين وطاء مهملة وآخره نون والعرب في أعرابها على مذهبين إلى قوله والنسبة إليه فلسطي) ونحن مع الحموي لا مع الأزهري فكسر الفاء هو الأبلغ لأننا نعتقد في غير جزم أن الأرض أرض خير وبركة وإذا كان الاسم كناية عما في فلسطين من طيب أرضها وثمارها فلعل ذلك له شأن بالشراء والتكسب فتكون أرض - الفلوس أي الدراهم والدينار وإذا كان منزع الاسم من جذور يونانية أو رومانية أوفينقية فإن ذلك يصب في المعنى ذاته لاشك فنفاسة وغلاة وطيب أرض الأرض وأنها أرض مباركة جمعها الاسم فلسطين فسميت بذلك تقديراً ونؤيد ذلك بما قاله ابن الكلبي في قوله تعالى:

{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُم}هي أرض فلسطين وفي قوله تعالى {الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} قال هي فلسطين.

التاريخ

ذهب عدد من أعلام التاريخ ومنهم مصدرنا السابق أن فلسطين سميت بفلسطين بن سام بن نوح عليه السلام، وقال الزجاجي: سميت بفلسطين بن كلثوم من ولد فلان بن نوح وقال هشام بن محمد نقلته من خط جخجخ إنما سميت فلسطين بفيليشين بن كسلوخيم من بني يافث بن نوح ويقال ابن صدقيا بن عيفا بن حام بن نوح ثم عربت فليشين ونتحفظ حقيقة على ذلك لسبب انه ليس بالضرورة في كل الأحوال ان تنسب الأرض إلى الإنسان سيما أن الإنسان هو الذي طرا على الأرض فالأولى ان يسمى بها لا ان تسمى به (والله أعلم).

بلاد الشام قسمت إلى كورات وتعتبر فلسطين آخر كور الشام فقد أورد الحموي - ما نصه - وهي آخر كور الشام من ناحية مصر قصبتها البيت المقدس ومن مشهور مدنها - عسقلان والرملة - وغزة - وارسوف وقيسارية ? ونابل سواريحا ويافا ...الخ وقيل في تحديدها - إنها أول أجناد الشام من ناحية الغرب وطولها للراكب مسافة ثلاثة أيام أولها رفح من ناحية مصر وآخرها اللجون من ناحية الغور وعرضها من يافا إلى أريحا نحو ثلاثة أيام في هذه البقعة المباركة التي أسري منها بمحمد صلى الله عليه وسلم حيث المسجد الأقصى - وبها بيت المقدس الذي بناه سليمان عليه السلام مرت بظروف عصيبة عبر تاريخها ولاشك أن هناك العديد من الإعلام التاريخية التي يحفظ لها تاريخ فلسطين حسن بلائهم وصمودهم كصلاح الدين الأيوبي وغيره ولن تمكنا المساحة من استقصاء المراحل التاريخية التي مرت بها بلاد التين والزيتون والكرم وقضية فلسطين الشائكة أعيت عبر العصور من يداويها تاريخ قضية فلسطين، إن من أسباب تعقد هذه القضية ووصولها إلى طريق مسدود واستعصاء الحل هو أن المشكلة لم تحل لم تحسم في مهدها قبل تفاقمها واتساعها والشاهد على ذلك انه بعد انهزام الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى لم يكن هناك تسوية ووضع أطر وحدود تحفظ للفلسطينيين حقوقهم ولم تتضح الصورة لفلسطين ما بعد سقوط الدولة العثمانية وأخذت المشكلة تزداد بضياع الحق الفلسطيني بعد أن أصبحت الأملاك العثمانية عائمة من غير ضابط في هذه الفترة عام 1922م كان العرب أكثر فئات السكان بفلسطين ولم يتم تفعيل الاستقلال لفلسطين بالشكل المطلوب علما بأنها ظهرت على خريطة الشام لأول مرة كدولة لها حدود سياسية ثم تفاقمت الإشكالية حينما ولج اليهود إلى فلسطين تحت عباءة بريطانية ومن ثم ولدت - وترعرعت القضية وشبت حتى أصبحت رمحا في خاصرة الوطن العربي حتى اليوم.

ويأتي موقف مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وأبناؤه من بعده ليكن موقفا شجاعا من أول وهلة حيث رفض رحمه الله نظام الانتداب على البلاد العربية - وكان الساسة يدركون تمام الإدراك بأن الملك عبد العزيز كان مهموما بقضايا ومشاكل العرب وعلى رأسها هذه القضية وجاء أبناء الملك عبد العزيز من بعده فأولوا هذه القضية جل اهتماماتهم.

وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يأمر بالتبرع لأبناء فلسطين - ويرسل إليهم أرتال من المعونات ومد يد العون في هذا المنعطف الخطر ولقد أرقه الوضع الفلسطيني منذ قبل فقد قام بجهود لحل مختلف القضايا المعقدة في فلسطين ومن ذلك مبادرته للقاء بين فتح وحماس في مكة المكرمة. إن محبة فلسطين تنبع من كونها بلدا عربيا احتوى على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وفيه أهلنا الذين يحتاجون منا الوقوف معهم.

عبد الله الرزقي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد