الحرب والتنمية ضدان لا يجتمعان، كما أن السلام والعدوان وأطماع التوسع والسيطرة أمران يناقض كل منهما الآخر، نستهل بهذا الحديث هذه الافتتاحية، ونحن مقبلون غداً على قمة الكويت الاقتصادية، والتي كانت الجماهيرالعربية تنتظرها منذ وقت طويل لأجل النهوض بركب التنمية الاقتصادية في العالم العربي، وتحقيق المزيد من الوحدة التنموية بين كياناته، إلا أنه وبسب عقلية الحرب الإسرائيلية وتعطش جنرالاتها إلى سفك المزيد من الدماء في غزة فقد سيطرة على الاجواء مظاهر العدوان الإسرائيلي ورائحة الدم المراق في القطاع، وكأن إسرائيل لسان حالها يقول: كل ما من شأنه ان يلعب دوراً في تقدم الأمة العربية سوف يواجه بمزيد من الفوضى والدمار ومزيد من محاولات تقسيم الصف العربي وشقه عبر خلق الأزمات وشن الحروب وقتل المئات من الأبرياء. تؤكد إسرائيل وكل من يقفون خلفها بالدعم انهم السكين المغروسة في خاصرة استقرار المنطقة، ومشاريع التنمية بها، ولقد أثبتت ماضيات السنين ان الحروب التي شنتها تل ابيب هي المعطل الأول لمشاريع التنمية في الدول المحيطة بها، قمة الكويت أعلنت أن ملف العدوان على غزة سوف يكون الملف رقم واحد، وذلك انطلاقاً من الالتزام والمناقبية العربية، التي ستبذل عبر هذه القمة سواء عن طريق الدعم المادي السخي أو على مستوى التحركات السياسة والدبلوماسية، أما في داخلنا العربي فإن بعض الأطراف العربية التي تريد أن تبحث عن الأدوار المفقودة عبر امتطاء المقاومة، أضحت مطالبة بالابتعاد عن شق الصف والمزيد من التركيز الذي يحيد الأجندات الإقليمة وتصفية الحسابات مع الدول العظمى عن مسارات قضية فلسطين والعدوان على غزة.