Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/01/2009 G Issue 13261
الأحد 21 محرم 1430   العدد  13261
النقد لأهداف شخصية!!
يوسف بن محمد العتيق

 

أتذكر حين كنت طالباً في المرحة المتوسطة أن أحد الأساتذة الكرام، وكان كفيفاً أو شبه كفيف، يحدثنا في موضوع شرعي وضرب مثالاً ما زال في ذهني حتى الآن، حيث قال هذا الأستاذ متحدثاً عن طلابه بأنه من الممكن أن تعرض عليهم لوحة فنية الآن فسيقوم كل طالب بوجهة نظره حيال هذه اللوحة من نقد وإبداء ملحوظات. ومن دون شك هذه الملحوظات سيكون منها الصائب ومنها المغلوط، ومنها النقد لكي لا يوصف صاحبه بأنه غائب أو ساكت، وهذا أمر مشاهد محسوس نعرفه جميعاً.

هذا الأستاذ الكريم أردف حديثه بسؤال جميل لكل المتحدثين في هذه اللوحة أو راغبي الحديث بكل أشكال النقد لديهم أو نواياهم ومقاصدهم من الحديث والنقد، هذا السؤال: هل من الممكن أن نرسم لوحة مثل هذه اللوحة التي ننتقدها أو قريبة منها؟!

الكل أجاب بالنفي دون تردد، لأن الرسم يحتاج إلى موهبة، وأما النقد فيحتاج إلى لسان، وكلنا معشر الطلاب لدينا ألسنة!

في بعض الأحيان ننشر مادة ومقالاً أو تحقيقاً لكاتب أو موضوعاً عن شخصية تاريخية أو وطنية أو علمية، فيكون تفاعل القراء مبهجاً، لكن يأتي من بين الصفوف من يسجل ملحوظة لأهداف مغرقة في الشخصية بعيدة عن الجانب العلمي أو المنهجي لأهداف في نفسه، وقد يكون نقده صائباً لكنه يفسده برغبته القوية في نقد الكاتب أو المتحدث، بل وتحطيمه.

هذه الظاهرة، وهي النقد لأهداف شخصية، باقية ما بقي التنافس العلمي أو الأسري أو البلداني، وهي جديرة بالدراسة والتأمل مع أنها حاضرة في نصوص تراثية كثيرة في موضوعات مشابهة لما نحن بصدده الآن.

أختم حديثي بأنه لو لم يكتشف الحضور أو القراء نية الكاتب في نقده فإن التاريخ سيكتشفها عاجلاً أو آجلاً وتبقى نقطة سوداء في جبين المنتقدين لإثارة الزوابع ومحاربة الناجحين، مع التأكيد على أهمية النقد العلمي والمنهجي، وهذا نقد معروف بأدواته العلمية والبحث فيه عن ما يخدم الصالح العام لا الصالح الخاص.

للتواصل :فاكس: 2092858


Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد