بعزيمة الرجال وهم الأبطال.. أبطل الأخضر لعبة المفاجآت، وواصل طريقه متخطياً العقبات الواحدة تلو الأخرى وصولاً إلى النهائي الخليجي الكبير أمام شقيقه العماني الذي رشحته قبل بدء الدورة للظفر بلقبها انطلاقاً من رؤية شمولية لجملة من المزايا والمعطيات التي تصب في خانة ارتفاع معدل حظوظه أكثر من الآخرين.
** قد تكون مشكلة الأحمر العماني أمام تحقيق حلمه يوم أمس - إن حدثت- هي في كونه قد اصطدم في النهائي بالأخضر الأكثر خبرة، والأشد والأصعب مراساً في مثل هذه المحافل متى ما كان في كامل جاهزيته وعافيته.
** وكما قال الأمير سلطان بن فهد في تصريحه عقب تأهل الأخضر للنهائي من بوابة الأزرق الكويتي.. بأن كلا من المنتخبين السعودي والعماني جدير بتحقيق اللقب، وذلك عطفاً على ما جسداه خلال الدورة من عطاءات.. أي أنه لا ضير أن حققه السعودي أو ذهب لشقيقه العماني، وعزاء الخاسر أنه فقد اللقب من أمام من يماثله في الاستحقاق وليس عن طريق ضربة حظ.
** بقي أن أشير في هذه المناسبة إلى (اللغط) والتهريج الذي مارسته بعض الاستوديوهات تحت مسمى (تحليل) وبخاصة تلك التي احتضنتها قناتنا الرياضية العزيزة طوال مدة الدورة.. وعندما نحدد قناتنا بعتابنا.. فلأننا أكثر حرصاً على نجاحها وتميزها بقدر حرصنا على تميز ونجاح الأخضر.. على اعتبار أن ما يحدث في القنوات الأخرى من لغط مماثل، لا يعنينا ولا يهمنا في شيء لأننا على علم مسبق بأهدافها وأغراضها (؟!!).
** كمتابعين وكمشاهدين.. قد نتجاوز عن (ثرثرة) هذا (البربارة) أو ذاك ممن يؤتى بهم لغرض التصدي للتحليل وبالتالي فقد نجد لهم العذر عندما (يهرفون) بما لا يعرفون لسبب بسيط جداً وهو أن هذه بضاعتهم منذ أول يوم امتهنوا فيه الثرثرة عبر الفضائيات.
** إلاّ أننا لا يمكن أن نستمر في تقبل تجاوزات هؤلاء، خصوصاً حينما تصبح المسألة عندهم والغرض من تواجدهم مجرد الانتصار لهذا اللون ضد الآخر، أو أن تتحول الأمور إلى ضرورة تمثيل جهات أو فئات على حساب منتخب الوطن (؟!!).
** هذا يدافع عن الجهاز الفني من منطلق التمثيل الفئوي، وفي سبيل ذلك لا يتورع عن مهاجمة أسماء معينة من النجوم الكبار الذين يمثلون الأخضر، والانتقاص من عطاءاتهم وحضورهم لذات الأسباب (؟!!).
** وآخر يبادله العزف على الوتر النشاز المقابل.. فلا يجد غضاضة في الانتقاص من قدرات الجهاز الفني لأسباب لا تبدو في مجملها منطقية (؟!).
** كل هذا والمنتخب وجهازه الفني والإداري ونجومه يؤدون بنجاح وسط معمعة من التحديات والحروب النفسية من قبل الأضداد والأنداد.. أي في الوقت الذي يفترض من هؤلاء توفير تنظيراتهم وبلاياهم إلى ما بعد الدورة.. خصوصاً وأن بعضهم لم يشتهر إلاّ من خلال ممارسة (اللطم) عند حدوث الأزمات والتواري عند الانتصارات والأفراح (؟!!).
** الشيء المطمئن أنه لا الجوهر، ولا نجومنا على استعداد للإصغاء لمثل هذا اللغط والتهريج والإسفاف.
** فيا إدارة قناتنا الغالية على قلوبنا.. أناشدكم المبادرة بإلغاء بند الواسطة والمحسوبيات فوراً والعمل على الاستفادة من العناصر الخالية من أمراض الميول والعقد المزمنة عند الحديث عن المنتخب تحديداً.. فقد طفح الكيل.
ما هكذا تورد الإبل يا قبيسي؟!
** بحسب الوقائع الماثلة والمتعاقبة.. يبدو أن الحكم عبدالله القبيسي، قد أثبت بالدليل القاطع على أنه أضحى يمثل أحدث (المعاول) المنضمّة إلى منظمة تقصّد الهلال بطريقة مكشوفة لا تحتمل غير هذا التفسير (؟!).
** ففي الجولة الثالثة من الدور الأول للدوري (هزم) الهلال في نجران عياناً بياناً، وحينذاك تعامل مع من يعنيهم أمر الهلال مع الموقف من مبدأ حُسن النية فقالوا: لعل التوفيق لم يحالف القبيسي بحكم حداثة عهده بتحكيم مثل تلك المباراة وبالتحكيم عموماً.
** وفي (الرس) وقف بصافرته سداً منيعاً في طريق تصدر الهلال لسلم الترتيب عندما حرم فريق الحزم من حقه المشروع في كسب الفريق الاتحادي من خلال (تطنيشه) للجزائية الحزماوية في آخر ثواني المباراة، وباقي السالفة معروفة (؟!!).
** تلك الواقعة التي استثارت كوامن سعادة أمين الاتحاد السعودي (فيصل عبدالهادي) للتبرع بالإشادة بمستوى وقرارات القبيسي في تلك المباراة في بادرة تجاوز من خلالها صلاحياته (؟!).
** ويوم الجمعة قبل الماضي مارس القبيسي تخصصه في تقصد الهلال من خلال إدارته للقاء الذي جمعه بشقيقه الرائد.. حينما تعامل مع لاعبي الهلال وكأن بينه وبينهم (ثأر)، تجسد ذلك من خلال تحامله عليهم ومعاقبتهم لأتفه الأسباب في الوقت الذي أدار ظهره لما صدر بحقهم من منافسيهم في المباراة من تدخلات تستوجب المعاملة بالمثل على أقل تقدير (؟!).
** أنا لا أطالب حكمنا القبيسي بعدم معاقبة من يستحق العقاب سواء من الهلال أو غيره، كذلك لا أطالبه بمنح الهلال ما لا يستحق على غرار هداياه للاتحاد ومن قبله لنجران على حساب الهلال والحزم (؟!!).
** ولكنني أطالبه بإنصاف نفسه أولاً، ثم إنصاف القانون الذي يمثله بعيداً عن الألوان.
** وليعلم الأستاذ (عبدالله القبيسي) أنني والله، لأرجو وأتمنى أن يكون أفضل حكم في العالم لاعتبارات هو يعلمها جيداً، فقط من حقه عليّ أن ألفت نظره إلى أن الذين يصفقون له اليوم ويشيدون بمواقفه من الهلال تحديداً.. هم أول من ينقلب عليه ويطالب بسلخ جلده عند أول موقف يضطر معه إلى تطبيق القانون بحق فرقهم كما فعلوا من قبل مع (إبراهيم العمر)، ولن تحميه إشادات الأمين العام من سياطهم لأنه سيتوارى عندئذ هو الآخر.
** بمعنى أنه لن يحميه هو وغيره من الحكام إلاّ القانون الذي يمثلونه.. أي بقدر ما يجسده الحكم من تجرد ومن انحياز لصالح القانون.. أما ما عدا ذلك فسيذهب مع الريح.
اقتراح
** في حال عدم استطاعة قناتنا الرياضية على شطب بند الواسطة والمحسوبيات من قاموسها.. فإنني أقترح عليها استحداث برنامج مدته ثلاث ساعات على الأقل يومياً خاص ب(فهد الهريفي) لممارسة بربرته وثرثرته وجزئياته، وبالتالي إفساح المجال لضيوف البرامج الآخرين الأكثر التزاماً بآداب المجالس والحوارات بعيداً عن مداخلات وتدخلات ومقاطعات الهريفي الذي لا يترك للآخرين أي فرصة للحديث على مدى زمن البرنامج.