Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/01/2009 G Issue 13261
الأحد 21 محرم 1430   العدد  13261
نيابةً عن خادم الحرمين
الأمير خالد الفيصل افتتح المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها

 

مكة المكرمة - عمار الجبيري:

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة يوم أمس السبت، المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها الذي يعقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، وذلك بالقاعة الكبرى بمقر رابطة العالم الإسلامي بأم الجود في مكة المكرمة.

وكان في استقبال سموه عند وصوله إلى مقر الحفل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي والأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي بالرابطة الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي.

وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي كلمة ثمن فيها رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لهذا المؤتمر، مؤكداً أن ذلك يعد شاهداً حياً من شواهد الدعم المادي والأدبي المستمر والمتجدد الذي يوليه - حفظه الله - للهيئات الإسلامية ومجامعها ودور العلم ومعاهدها خدمةً للإسلام ورعايةً لشؤون المسلمين.

بعد ذلك ألقيت كلمة الوفود المشاركة ألقاها نيابة عنهم رئيس جامعة دار العلوم في كراتشي والمفتي بها محمد رفيع العثماني رفع فيها باسمه وباسم المشاركين في المؤتمر بالغ الشكر وفائق التقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرعايته لهذا المؤتمر.

عقب ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة رفع فيها الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر وعلى ما تلقاه الرابطة منه ومن سمو ولي عهده الأمين ومن حكومتهما الرشيدة من دعم متواصل ورعاية لمناسباتها وأعمالها.

وأكد أن العلماء المسلمين الصادقين يقدرون أي جهد سياسي أو إنساني من أي جهة في الأمة الإسلامية ومن يقف معها من أصحاب الضمير الحي، سواء أكانت حكومية أم شعبية؛ للوقوف إلى جانب إخواننا في غزة لوقف العدوان ورفع الحصار والتخفيف من آثاره المدمرة، وبخاصة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وما قام به - حفظه الله - من جهود عظيمة، ويتطلعون إلى المزيد من ذلك، لافتاً النظر إلى أن الفتوى لها منزلة عظيمة في دين الله وفي حياة المسلمين؛ فبها يعبدون الله - سبحانه وتعالى - عبادة صحيحة موافقة لما شرع وما يميزون به الحلال من الحرام في تصرفاتهم ومعاملاتهم، مبيناً أنه من المهم أن يكون المفتي معتدلاً في مسالك الأجوبة، جامعاً بين الغيرة على الحق والرفق بالخلق وسطاً بين التساهل المورد للمشتبهات وبين التشدد الموقع في الإعنات، وأن ينظر إلى أسئلة الناس نظرة متصلة بظروفهم وما يحيط بها من ملابسات ثقافية واجتماعية؛ فيكون حكيماً في الأجوبة يضعها مواضعها ويراعي مآلاتها.

بعد ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس مجلس المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمةً رحب فيها بسمو أمير منطقة مكة المكرمة وبالحضور، وسأل الله للجميع التوفيق والسداد. وقال سماحته: إن هذا المؤتمر يُعقد في هذه الأيام التي يعتصر قلوب المؤمنين الألم الشديد، هذا الواقع المرير، وهذه الحملة الشرسة من اليهود وأعوانهم على إخوان لنا في فلسطين وما جرى من أحداث من قتل وتشريد وتدمير للممتلكات أحداث جسيمة ومصائب عظيمة نسأل الله أن يرفع البلاء. وأكد أن تعاون العالم الإسلامي مع إخوانهم في فلسطين أمر ضروري، ولأن كانت المملكة العربية السعودية بذلت قصارى جهدها وتشكر عليه، فإن الواجب على الجميع أن يكونوا يداً واحدة وأن يتبصروا في واقعهم ويدرسوا هذه المشكلة وأسبابها.

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة كلمة قال فيها: إنكم تجتمعون اليوم على أمر جلل لتدرؤوا عن أمتكم خطراً عظيماً يتهددها في وقت تواجه هذه الأمة الحملات من الخارج لتشويه صورتها وتلفيق التهم بحقها وتتعرض للكثير من المحن في بعض مواطنها، وما يجري في غزة الآن صورة من المشهد المؤلم، وكل هذا يقتضي رأب الصدع ونبذ الخلاف وتوحيد الصف والاتفاق على خطاب واحد نتوجه به إلى العالم.

وأضاف سموه: إن الجهل بالدين واتباع الهوى في الفتوى من أخطر ما يواجه المجتمع المسلم، ولا سيما الشباب حيث يتسلل الخلل إلى تصوراتهم بفعل الآراء الشاذة لأصحاب الأهواء والغالين في الدين، سواء بسواء، وما يرتبه ذلك من أخطاء بالغة في الاعتقاد ومخاطر جمة في السلوك وشق صف المسلمين وتكفيرهم واستباحة دمائهم.

وقال سموه: لقد حذر المولى - جل وعلا - من هذه الفتنة؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ). كما حذر نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: (إنما أهلك من قبلكم باختلافهم في الكتاب)، ووصف ضلال الناس في آخر الزمان حين يتخذون رؤوساً جهالاً فسئلوا؛ فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا.

وقال سموه: إن المملكة العربية السعودية التي قامت منذ تأسيسها على منهج الوسطية في شريعة الإسلام ترى أن الوقت قد حان لوقفة إسلامية جماعية حاسمة في وجه اختطاف هذه الوسطية أو الانحراف ما إلى أي اتجاه وحماية المجتمعات الإسلامية من فوضى الفتاوى العشوائية من غير أهل الاختصاص والتصدي بالدليل الشرعي للفردي الشاذ منها؛ مما يقتضي وضع آليات فاعلة وضوابط محددة للفتوى ومن يتصدى لها وكيفية مواجهة الدخلاء، ولا شك أنكم وأمثالكم من العلماء والفقهاء الراسخين في العلم أهل لذلك بعون الله وتوفيقه، ولسوف تجدون من هذه المملكة كعادتها كل العون والمساندة لهذا الغرض.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد