Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/01/2009 G Issue 13261
الأحد 21 محرم 1430   العدد  13261
سعيد صيام الشاهد والشهيد
عادل أبو هاشم

 

جريمة جديدة تقوم بها عصابات القتلة..!

واغتيال آخر قامت به (دولة المافيا)..!!

ومرثية أخرى نكتبها على صفحات الحزن اليومي الفلسطيني..!!

وعلى الطريق إلى الوطن الكبير سقط القائد والرمز المجاهد سعيد صيام (أبي مصعب) شهيداً داخل الوطن الذي فرض عليه..!!

لم ينتظر القاتل هذه المرة عشرين عاماً ليعلن مسؤوليته على القتل كما فعل في اغتيال القيادات والكوادر الفلسطينية السابقة في بيروت وتونس وأثينا وقبرص وروما ولندن وباريس وغزة ونابلس وخان يونس وطولكرم ورفح ورام الله، ولكنه خرج مبتهجاً ليعلن في اليوم نفسه أنه القاتل..!!

وانتظرنا من العالم المتحضر الذي كان قبل أيام قليلة يردد كلمات الإدانة للمقاومة الفلسطينية أن يصدر ولو استنكاراً واحداً أو كلمة إدانة في وسائل إعلامه يستنكر فيه اغتيال القائد والرمز المجاهد سعيد صيام..!!

ونتساءل بمرارة: هل يجرؤ أحد في الكيان الصهيوني على الإقدام على هذه الجريمة البشعة لولا الغطاء السياسي والإعلامي الذي اكتسبه هذا الكيان من قمة الهرم السياسي الأمريكي المتمثلة بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي جعل من نفسه ناطقاً لوزارة الحرب الإسرائيلية محملاً حركة حماس مسؤولية أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية..؟!

لم تختلف نهاية القائد المجاهد سعيد صيام عن بدايته إلا بمدى ما تختلف مراحل تطور مأساة الإنسان الفلسطيني..!!

ولا تتصل نهاية القائد المجاهد سعيد صيام ببدايته إلا بمدى ما تتصل حلقات هذه المراحل..!!

من هنا لا تكون هذه النهاية قفزة أو تحولا وإنما هي تسلسل طبيعي بكل ما تحمله هذه الكلمة من مآس..!!

لقد اختار القائد المجاهد سعيد صيام بين التساقط .. أو السقوط شهيداً..!!

وقد اختار..!!

لن تجدي الكلمات في رثائه..!!

ولن يجدي الحرف في التعزية..!! ولن تجدي العبارات الحزينة في الإسهاب في فلسفة استشهاده..!!

عندما اختار القائد المجاهد سعيد صيام طريق النضال فقد اختار طريق الشهادة..!

ولأننا أمة من الشهداء، وشعب الشهداء، وكل فلسطيني هو مشروع شهيد ..

علينا أن ندرك أن كل الشعب الفلسطيني مطلوب للقتل عند الإسرائيليين..!!

على الجميع أن يفهم أنه مطلوب للعدو..!!

أطفالنا.. نساءنا.. شبابنا.. شيوخنا.. قادتنا..!!

حتى الهواء الفلسطيني مطلوب لعصابات القتلة..!!

فلنتحول إلى قنابل بشرية تنفجر في عمق هذا العدو لنثبت له أن دماءنا ليست رخيصة وأن دماء القائد المجاهد سعيد صيام وجميع الشهداء لن تذهب هدراً..!!

وإذا كانت حكومة العدو الإسرائيلي قد قررت فتح أبواب جهنم على شعبنا، فإن نيران جهنم لن يكتوي بها شعبنا وأطفالنا ونسائنا فقط بل سيكتوي بها أطفالهم ونسائهم وجنودهم..!!

وإذا كان قاتل الأطفال والنساء مجرم الحرب أولمرت قد أعلن بأنه سيفتح بيت عزاء في كل بيت فلسطيني، فإننا نعلن أننا لن نقبل العزاء في الشهيد القائد المجاهد سعيد صيام، ولن نقبل العزاء في جميع شهدائنا..!!

إنهم معنا لأنهم فينا.. وسيظلون معنا لأنهم سيظلون فينا.. !!

لذلك نحن لا نرثيهم.. ولا نبكيهم.. ولا نلبس السواد.. ولا نتقبل التعازي.. !!

عزاؤنا هو في الثأر لشهدائنا من قتلتهم..!!

عزاؤنا في دحر العدو عن أرضنا الغاصبة..!!

عزاؤنا في أن لا تذهب دماء القائد المجاهد سعيد صيام ودماء جميع الشهداء هدراً..!!

عزاؤنا في مجابهة عدونا الأبدي والأزلي متكاتفين متحدين، لأن أهدافنا واحدة حتى ولو اختلفت من السبل..!!

لقد أثبت القائد المجاهد سعيد صيام بدمائه الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال، وأن الشعب الذي يزرع أرضه بالتضحية لا بد وأن يحصد النصر.

لقد أدرك القائد المجاهد سعيد صيام بأن دمائه الزكية التي سالت على أرض فلسطين ستضيف خطوات واثقة على الدرب السائر في اتجاه العزة والكرامة والإباء.. الدرب الوحيد إلى فلسطين .. درب الشهادة والتضحية والفداء.

لقد كشفت دماء القائد المجاهد سعيد صيام - ومن قبله دماء الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والرئيس ياسر عرفات والقادة خليل الوزير وصلاح خلف وسعد صايل وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وأبوعلي مصطفى وفتحي الشقاقي والمهندس إسماعيل أبو شنب والقائد صلاح شحادة والدكتور إبراهيم المقادمة والشيخ نزار ريان وآلاف الشهداء - كشفت الشرعية الدولية العوراء التي لا ترى إلا بعين واحدة لصالح العدو الصهيوني..!

هذا مع تكسير عظام الفلسطينيين.. وذاك مع كسر رقابهم..!

هذا مع قتلهم بالطائرات والدبابات.. وذاك بالحصار والتجويع..!

هذا مع القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل.. وذاك مع أبو ديس عاصمة للفلسطينيين..!

هذا من الحمائم .. والآخر من الدواجن .. وذاك من الصقور..!

مع أن الجميع ذئاب متوحشة..!

فلنتوقف عن تصنيف أعدائنا..! ولنخلع هذه الملابس الجميلة والبدل التي نلبسها من أرقى المحلات العالمية..! ولنلبس ملابس الحرب والأحزمة الناسفة أمام هذا العدو المتغطرس الذي يقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وينسف البيوت على رؤوس سكانها من المدنيين العزل، ولنثأر لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا ونقتص من قتلتهم..!

فلنثأر لدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا.

فلندفع عن أنفسنا..!

ندافع عن أطفالنا..!

عن نسائنا..! شيوخنا..! شبابنا..!

عن ذاتنا.. كرامتنا .. عزتنا.. مقدساتنا..!

ولنموت واقفين كالأشجار الباسقة في مواجهة هذا العدو الجبان..!

فلنجعل نساءهم تبكي على قتلاهم كما تبكي نساؤنا على شهدائنا، ولنثبت لهم أن دماءنا غالية وليست رخيصة..!

فنحن أصحاب ثأر، ومن كان صاحب ثأر كان الأقدر على الصبر على شدائد الحروب..!

إن ثأرنا عند كل إسرائيلي مقيم على أرض وطننا الحبيب..!

يا لثارات فلسطين..!

يا لثارات شهدائنا..!

يا لثارات قدسنا..!

لن نصدق بعد اليوم أنهم أبناء العمومة.. بل هم أعداؤنا..!

ولن نوهم أنفسنا بأنهم أصدقاؤنا الجدد.. بل هم قتلتنا..!

ولن نتحسر على عرب يتلهون بآلامنا، وعجماً يعبثون بدمائنا..! بل سنردد مقولة طارق بن زياد بأن العدو أمامنا والبحر من خلفنا..!

ولن نبكي شهداءنا بعد اليوم.. بل سنردد جميعاً:

لا تصالح ولو منحوك الذهب

أترى؟

حين أفقأ عينيك

وأثبت جوهرتين مكانهما

هل ترى؟

هي أشياء لا تشترى

لا تصالح على الدم حتى بدم

إنها الحرب

قد تثقل القلب

لكن خلفك عار العرب

لا تصالح ولا تتوخى الهرب..!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد