Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/01/2009 G Issue 13261
الأحد 21 محرم 1430   العدد  13261
أضواء
شهداء وغرباء
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

مع أن المعركة الأساسية هي بين أهل غزة والعدو الإسرائيلي، إلا أن مسرح العمليات اتسع ليشمل كل المنطقة العربية، وامتد لأطرافها، لكل باحث عن دور إقليمي على حساب القضايا العربية، لتجسد من خلال هؤلاء الغرباء ومن سهلوا لهم لعب الأدوار التي نراها، مصطلح الشرق الأوسط تمهيداً لإلغاء مصطلح الوطن العربي.

ففي دائرة الوطن العربي لا يسمح لغير العرب بلعب الأدوار الرئيسة، مثلما يفعلون على مسرح الشرق الأوسط الذي يلعب أدواره الرئيسة الآن الإيرانيون، والإسرائيليون، والأتراك، والأمريكيون؛ فيما انشغل العرب في خلافاتهم، واشتغلت الدول المحورية في معالجة الاختراقات التي تطوعت دول أخرى بتمهيد طرقها للغرباء الذين وصلت بهم الوقاحة إلى أن يوجه مرشدهم اتهامه للعرب بخيانة القضية الفلسطينية، ومع هذا استقبل تابعه في اجتماع بمن حضر ليخطب في الحاضرين أطول خطاب لم يختلف عن غيره من خطب التعبئة وتوجيه التهم وتحريض العرب على بعضهم البعض، وإملاء المواقف على قادتهم بفرض مواقف لا تخدم القضايا العربية بقدر ما تخدم أجندتهم التي أوصلت العرب إلى الحالة الراهنة التي يقول عنها أمين عام جامعة الدول العربية بأن المركب يوشك على الغرق بعد أن أعطب.. وقد نتمكن من إنقاذ المركب في قمة الكويت.

قمة الكويت الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي خطط لها العرب منذ وقت طويل لنقل الأمة العربية ودولها بالملايين الثلاثمائة للشعب العربي إلى مرحلة متقدمة ولإعداد هذا الشعب من خلال ما يمتلكه من موارد بشرية وثروات طبيعية وموقع استراتيجي لدوله للحاق بالدول المتقدمة التي نبذت الحروب وعالجت خلافاتها بالتفاوض والحوار، وكان من المفترض أن تدرس قمة الكويت المشاريع والخطط الاقتصادية والتنموية التي تطور مجتمعاتنا بحيث تجعلها مؤهلة لدخول القرن الواحد والعشرين، رغم أن هذا القرن قد انقضى منه ثماني سنوات.

خطط تركز على برامج التنمية المستديمة ومشاريع تطور التعليم في الوطن العربي.. لنرفع من مستوى الخدمات الطبية ونطور إمكاناتنا الانتاجية في الزراعة والصناعة، ونحسن من حياتنا ونعالج الفوارق الاجتماعية، إذ لا تزال الكثير من بلداننا العربية تعاني من ثالوث التخلف من هيمنة مثلث (الجهل والفقر والمرض).

هكذا، أريد لقمة الكويت أن ترسم للعرب مستقبلاً واعداً يستطيعون أن ينفذوا برامجه بما يمتلكون من إمكانات وقدرات ورجال، إلا أن قوى الشر أشغلت العرب؛ فأشرار اليهود أشعلوها عدواناً على أهلنا في غزة.. والخبثاء من الغرباء الذين يبحثون عن أدوار من خلال إلغائنا.. أشغلونا بخلافاتنا في تحالف شرير، نبهنا، وحذرنا منه أسلافنا إلا أننا لم نأخذ بتحذيراتهم، ففتحنا عواصمنا لتوجه الشتائم لقادتنا، وترسل السموم..

اليهود يريدون نهب الأرض وإلغاء فلسطين.. والغرباء يعملون على إلغاء العرب.. واستبدال وطننا العربي.. بما يسمى بالشرق الأوسط الكبير الذي ستكون فيه الكلمة للذين يختزنون في قلوبهم غلاً وحقداً على العرب الذين يدعونهم بأنهم قضوا على إمبراطورياتهم التي يعملون على إعادتها بدماء العرب.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد