أسعى لتلمس مواطن الجمال في بلادي، لعلها تشد من أزري كلما لاح لي هاجس إحباط بسبب تثاقل بعض أبناء مجتمعي عن أداء عملهم المناط بهم، أو مماطلتهم في أدائه، أو كسلهم عن القيام به! وكَم يفرحني الجمال، وأسعد به، وأطرب له، فما بالك بجمال الإبداع!

فليس المهم أن تعمل فحسب، بل أن تبدع فيما تعمل. والجميل أن تجد ممن حولك يسعى معك في الابتكار والاختراع، فهم يشجعونك تارة، ويساعدونك تارة على إبراز ذلك الإبداع فتسعد بهم وبالإبداع معاً!

ولقد أصبح من المألوف حين تحاول أن تبتكر أو حتى تطور في أي مكان، فإنه يواجهك من يسعى لتحطيم همتك، أو اكتساح عزيمتك، أو تدمير روحك، أو إهلاك مشروعك، واغتيال نجاحك. ومنذ البداية يشعرك بأنه لا فائدة مما سوف تعمله سوى التعب، وقد لا يكون ذلك بسبب الغيرة، إنما في الغالب على سبيل الإحباط! وتوفير جهدك ووقتك. وحين تحاول المقاومة تتعب، فتستسلم قبل العناء، وتصبح بدورك محبطا تثير الإحباط لمن حولك!

والمرء السوي يشعر بلذة السعادة القصوى إذا ما تلمس مواطن الإبداع في عمله، فيتحول مفهوم العمل لديه ويصبح هواية جميلة، يمارسها ولا يكاد يفارقها، ويشعر بعدها بالرضا الداخلي وهو يعمل ويقاوم برغم الإرهاق، لأنه يتذوق حلاوة الإنجاز: إما ابتكارا أو تطويراً! وتكتمل السعادة حين يجد المرء الزملاء المخلصين، والإخوة الصادقين في محيط العمل وفيمن حوله، الذين إذا وجدوا فهم بلا شك يدعمون ويشجعون ويساعدون لإنجاح المشروع الذي ليس بالضرورة أن يكون من صميم العمل الموكل لهم، لكنه بلا ريب يساعد الآخرين في التفكير بأنواع أخرى من الإبداع ويفتح لهم الآفاق!

ما أريد قوله هو تعبير صادق، ووصف دقيق لدهشتي وإعجابي بموقع إدارة التربية والتعليم للبنين في الزلفي، حيث يشتمل الموقع على كثير من البرامج المجانية، والبرامج الأكثر تحميلاً، والبرامج الجديدة، وبعض الملفات النصية المشتملة على اختبارات للرياضيات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وبرنامج خاص لأمناء مراكز مصادر التعلم، ولائحة الموظفين وغيرها كثير. وكلها بملفات خفيفة وصغيرة، وهذه البرامج والملفات مبذولة للجميع وليست مشفرة، أو تتطلب التسجيل. وقد تمت برمجتها ذاتيا من قبل مجموعة صغيرة جدا بمجهودات كبيرة، بينما هي بالواقع جهود مبدعة فعلا بنشاطها وبنشرها في الموقع، وإفادة الجميع منها.

وللمعلومية يمكن للقراء الاطلاع على صفحة برنامج سلم الرواتب إلكترونياً، وهو شامل لكل الوظائف المدنية والعسكرية والطبية والتعليمية، محتويا على العلاوات السنوية والانتدابات والبدلات ونسبة غلاء المعيشة السنوية والتقاعد ومكافأة نهاية الخدمة على هذا الرابط:

http://www. zulfiedu. gov. sa/dlm/download.phpid=7

ولأننا لا نفتأ نبحث عن أماكن الجمال، فإن الواجب يحتم علينا الإشارة إلى المبدعين في بلادنا كي يتخذ الجميع من خطاهم طريقا للابتكار، ومن دروبهم نبراسا للإبداع، ومن طريقهم سبيلا للاختراع، فالإبداع في وطننا موجود ولكن معتم عليه إعلامياً ونفسياً لأسباب شخصية بحتة، ربما بسبب خوف البعض من أفول نجمهم إذا لمع نجم غيرهم!