Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/01/2009 G Issue 13261
الأحد 21 محرم 1430   العدد  13261
انتصار الحذاء العربي!!!
د.محمد أبو حمرا

 

في أدبيات العرب القدماء والمحدثين لا يُوجد أذل من الحذاء، بيد أنه جاء العز للحذاء من قِبل رجل عراقي أراد أن يقلب المعادلة للحذاء المظلوم ويجعله مبجلاً، فرمى به أهم زعيم على البسيطة، فأرادت حكومة العراق الرشيدة أن تميت بدعة الحذاء لئلا يعتقد فيه الناس ويفسد معتقدهم فقامت مشكورة بقتل الحذاء المشؤوم الذي رُمي

بصاحبه بالسجن وكسر سنّه!!

والحذاء عند العرب إذا ذكروه قالوا قبل ذكره: (أكرمكم الله) أو (أعزكم الله).

وبالرغم من قذارته فإنه مدخل للشافعين عند الحكام الطغاة، فيأتي الشافع ويجلس عند الحذاء حتى يقول له الحاكم: قم يا كليب فقد شفعناك فاشفع.

ويقولون في أمثالهم: (بوء بشسع نعل كليب).

ويقولون: فلان يقبّل حذاء فلان أو قدمه، أو فلان ماسح أحذية أو ماسح جوخ!!

ويقول المنتصر للمغلوب عند تضرعه وهوانه: لا أرضى عنك ولو قبَّلت حذائي.

إلى آخر أدبيات الحذاء المستقذرة عند العرب أكرمكم الله.

أما الحذاء عند الغرب فهو جزء من البزّة التي يرتديها الإنسان، لذلك يستطيع المتحدث منهم أن يرفع قدمه وبها الحذاء تجاه وجه محدثه بكل بساطة، والغرب بعكس العرب، فهو ينظر إلى أسفل حذائه أمام الناس وينظفه دون حرج، وبعكس أيضاً العربي فلا يُمكن أن يخلع حذاءه ويجعله مقلوباً عاليه سافله.

ولعل الغريب أن يأتي نصرنا المزيّف عن طريق مستقذر عندنا وهو الحذاء، هذا إذا اعتبرنا ما قام به منتظر أمراً بطولياً، وما أكثر بحثنا عن البطولات في زمن الجبناء، وكثيرون طاروا بحذاء منتظر عبر الآفاق وجعلوا منه رمزاً لنصر حذائي يفرك به وجه الأرض.

الرجل العراقي بوجه عام رجل شجاع ومشاكس، عكس شقيقه الخليجي الوديع جداً والهادئ أكثر من غيره، أي أن الخليجي صمم مثلاً له خاصاً به وهو (حطّني تلقاني) بمعنى ستجدني لا أتحرك قيد أنملة. ويبدو لي أن دينميكية الحياة المتحركة جعلت من الرجل العراقي أن يتجرأ على أكبر رئيس في العالم ويقول له متبعاً حذاءه: بوء بشسع نعل كليب!! بعكس غيره الذي يتشقق فمه فرحاً بابتسامة من بوش وأمثال بوش.

أصبح حذاء منتظر رماداً بعد أن كان ملتهباً باتجاه فخامة الرئيس، فهل يموت الحذاء في عُرف العرب أم يزداد بهاء وجمالاً؟

فاكس 2372911


hamra@hotmail.com Abo

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد