بلغ متوسط ما أنفقناه سنوياً على تعليمنا العام (بنين فقط) خلال آخر خمس سنوات مالية 32 مليار ريال، كما بلغ متوسط عدد الطلاب خلال تلك الفترة 2.2 مليون طالب، أي أن معدل تكلفة الطالب السعودي هو 16 ألف ريال سعودي تقريباً. إنك لن تجد نظاماً تعليمياً في منطقتنا يصل تكلفة الطالب فيه إلى هذا الرقم؛ فتكلفة طالبنا هي أضعاف أضعاف تكلفة الطالب المصري أو التونسي أو الأردني.... إلخ. بل إن تكلفة طالبنا هي مثل تكلفة الطالب الأسترالي والطالب الكوري.

الإنفاق على التعليم قد لا يكون مؤشراً صادقاً على جودته، ولو كان الأمر كذلك لما وجدنا أداء تعليمنا متواضعاً قياساً بأداء نظم تعليمية أقل منا إنفاقاً على تعليمها. إن سألتني عن مؤشرات ضعف أداء تعليمنا فسأقول لك انظر إلى سوق العمل ومدى جاهزية مخرجات تعليمنا للمشاركة فيه، وانظر إلى نتائج البحوث العلمية التربوية، وانظر في نتائج التقارير والمسابقات التعليمية الدولية. يجب ألا نبتهج لكوننا نخصص لتعليمنا ميزانيات كبيرة، أو لكون جميع طلابنا ملتحقين بالتعليم، أو لكوننا نجحنا في بناء مدارس عديدة، أو لكوننا وفرنا حاسبات آلية في مدارسنا، تذكروا أن جودة التعليم هي بالدرجة الأولي في مخرجاته وليس في مدخلاته.