أعتقد أن المنتخب العماني بعد تقديمه هذه العروض الرائعة في كأس خليجي (19) بات المرشح الأوفر حظاً لخطف كأس الدورة بعد أن كاد أن يفعلها في الدورتين الماضيتين وربما يعيد للأذهان تألقه في دورة هيروشيما التي أبدع فيها وكذلك تفوقه على كل المنتخبات وحصوله على كأس الاستقبال الودية التي أقيمت بالدوحة.
والحق أن المسؤولين في اتحاد الكرة العماني قد أحسنوا صنعاً حين التزموا الصمت وأغلقوا كل المنافذ وطنشوا كل الانتقادات التي كانت تنالهم منذ مشاركة عمان في دورات الخليج في (15) من مارس عام (1974) في الدورة الثالثة التي أقيمت في الكويت وحصل فيها المنتخب على المركز الأخير في الترتيب وكم هائل من الأهداف حتى أنه في الدورة الرابعة هزم من الكويت بـ(8) أهداف دون مقابل وقبل ذلك وبعده هزت شباكه بالستات وحتى بالسبع أهداف وطيلة مشاركاته حتى الدورة الثانية عشرة وهو في ذيل القائمة ما عدا في الدورة العاشرة حصل على المركز قبل الأخير وكانت هذه النتائج درساً قاسياً استفاد منها العمانيون، وبدت على المنتخب لمسات القائمون عليه وأخذ يظهر بقوة في الدورات الخمس الأخيرة وبدأ المؤشر يرتفع حتى أخذ يفوز على فرق كانت تهزمه بالأربعات والخمسات وإن كانت عمان قد فشلت في الحصول على كأس الخليج حتى الآن إلا أنه قد كسب الشهرة وأخذت الجماهير العمانية والخليجية تشيد بمستواه ونجومية لاعبيه، ولعل المتابع يلاحظ تهافت الأندية السعودية والخليجية والعربية وحتى الإنجليزية على التعاقد مع نجوم عمان.. إن المستوى الرائع الذي يقدمه العمانيون اليوم قد غير من مفاهيم كل المنتخبات الخليجية وصار يحسب له ألف حساب وهاهي عمان تعود وبقوة في الدورة (19) وتهزم العراق بالأربعة وهي نتيجة كبيرة وتتغلب على البحرين بسهولة بهدفين دون رد مما يعني أنه منتخب مهيأ لخطف الكأس والبطولة وأثبت أنه منتخب تطور كثيراً وجديراً بالاحترام وتقدير الجميع قبل تعاطفهم.. وقد تميز أفراده بالأداء الرائع خاصة في الدورات الـ(3) الأخيرة وقد كان قاب قوسين من الحصول على البطولة ولكنه لم يوفق وقد أجمع النقاد على أنه كان الأجدر بالفوز لولا تألق المنتخب السعودي بالخبرة وكفاءة أفراده الفنية والأداء الراقي الذي حسم الأمور لصالحه.
وبالطبع هذا المستوى والتألق لعمان لم يأت من فراغ ولعلي أتذكر مقالة الشيخ سالم العريمي رئيس الاتحاد في ذلك الحين عندما صرح في خليجي (12) في أبوظبي وقال (إن العمانيون قادمون ويعملون كل ما في وسعهم للحصول على البطولة في يوم ما.. ولكن متى هذا.. علمه عند الله) نعم.. وسنرى هل تخطف عمان الكأس أم تحصل السعودية عليه للمرة الخامسة أم قطر للمرة الثالثة أم يعود للحبيب الأول المحظوظ الكويت.(؟!).
مكة المكرمة
Fhad60601@hotmail.com