القمة السعودية - المصرية، وفي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، تعيد التأكيد على أهمية الدور السعودي - المصري في لملمة جراح الأمة والذود عن حماها من هجمات المتربصين وخطط وأجندات بعض المشاريع التي تعتمد على المزايدات والخطابات الرنانة وتهييج صراخ الشوارع، كما شاهدنا في الأيام الماضية ضد مصر.
عندما تتعرض الأمم للمعضلات والكوارث، وكما هو حال الأمة مع العدوان الذي تتعرض له غزة، يكون هناك صوتان وفريقان، صوت وفريق يجنح إلى البحث عن الأدوار عبر عرض العضلات الصوتية والمطالب الخيالية وتخوين الآخرين، وصوت وفريق العقل الذي يتخذ من الحكمة مساراً له ومن التدبير نبراساً له؛ فلا يشطح عن بديهيات الأمور، ولا يزيد من تعقيد الوضع من خلال تطرفه وجهله بالإمكانات والممكنات؛ فيقع فريسة شباك المتربصين الذين أكلوا كثيراً من زاد هذه الأمة من خلال اصطيادهم في الماء العكر، وخصوصاً في مثل هذه الأزمات التي تمر بها الأمة الآن.
ولقد أثبتت ماضيات الأيام أن الرياض والقاهرة كلما اجتمعتا على أمر كان به الخير لصالح العرب، وأن صُوبت إليهما سهام مراهقي وديماغوجيا السياسة العربية الذين جعلوا الأمن والمستقبل العربي يدفع الكثير من فواتير طوباوياتهم ومشاكساتهم اللامسؤولة. أضف إلى ذلك الجهود الحالية، ونعني بها الجهد المصري - السعودي في إيقاف العدوان على غزة؛ فإن لعاصمتي القوة العربية جهودهما المعروفة في إحباط الكثير من مشاريع الامتداد على خريطة الدول العربية عبر تسييس المذهب واتباع طرق التمذهب السياسي الذي أصبحت بعض الدول الإقليمية تتخذه وسيلة لاختراق الجبهات الداخلية للدول والبحث عن مواطئ للأقدام بها؛ من أجل تنفيذ أجنداتها ومشاريعها السياسية المعروفة للجميع.