الغد الذي لن تراه عيون المغادرين للغيب..

اليوم الذي لا يدرون عنه..

الشمس التي لن يستدفئوا بها عند آخر لحظة اندرج ضوؤها في ذاكرة استدرجها اللاوعي فيهم..

البرد الذي لم يعد ضمن خبرات إحساسهم..

النار التي تلاشى لسعها في مخيلتهم..

هم أنفسهم وقد انطوت فيهم وجوههم وتوقف كل بصر فيهم..

يقفون أمامي..

بغدهم الذي أراه..

بيومهم الذي أدري به..

بالشمس التي تتسلل لبقاياهم..

بالبرد الذي يجلدها..

بالنار التي عجنتهم في أتونها..

بخيباتهم الناطقة.. بشظاياهم الرمحية.. برسومهم الباقية.. بأصدائهم المجلجلة.. بأسمائهم الحاضرة.. أبصرهم ..

أسمعهم.. أحدثهم.. أحاورهم.. أباكيهم.. أضاحكهم.. نغترب في سرمد هذا العناء غير المحدود.. المنطلق القيود يعيث في وجداننا قهرا.. يسامرنا ثواني الليل حزنا.. وفي النهار وخزا..

اسمحوا لي في غيابة الهدى.. وانتشار ضلالة الظلم لا أقوى أن أتحدث خارجا عنهم.. ولا أقوى على التفكير في أمر سوى أمرهم.., ألغيت عندي كل المشاريع والمخططات.. وبت معهم على مسار سواء...

حتى يأتي الله بأمر نصرهم ودحر عدوهم... فكل غزة المنصورة وحروفكم على خير.