هذه المحرقة البشرية التي تُمارس يومياً في شريط غزة، تقدِّم لنا الصورة الحقيقية لوحشية الدولة الصهيونية التي تأسست على القتل والترويع وتشريد الآمنين والعزَّل، واستمرت في ممارسة وحشيتها منذ قيامها وإلى اليوم كل ذلك في ظل حماية قوية ومساندة غير محدودة من دول العالم الديمقراطي الذي أوجدها في قلب العالم العربي وجعل منها أداة ترويع وتخويف لا تعيش إلا على الدماء.
إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط حسب رأي الغرب تمارس اليوم ديمقراطيتها في القتل والتجويع والتشريد أمام أنظار العالم الذي يقف عاجزاً بمجلس أمنه وأممه المتحدة ومنظماته الإنسانية ودوله الراضية وغير الراضية عن ما تفعله من جرائم إبادة في غزة وكل ذلك في العلن، حيث تتسابق محطات التلفزة في نقل الأحداث، وكذلك الصحف اليومية والمجلات التي تبرز أبشع الصور المروِّعة للقتلى من الأطفال والنساء والشيوخ.
هذا الشريط المحدود في جغرافيته ماذا سيكون مصير مَن يتبقى من سكانه بعد هذا الإرهاب والترويع اليومي الذي دخل أسبوعه الثالث، إضافة إلى الحصار الناتج عن نقص الغذاء والدواء، ليتخيل كل واحد منا أنه يعيش هذه المشاهد التي تنقلها محطات التلفزة، حيث الموت والدمار والجوع والخوف.. إنها صور مفزعة تكشف لنا أن التشتت والتشرذم الذي يعيشه العالم العربي هو أحد أهم الأسباب في الموقف السلبي من جريمة الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في غزة الواقعة في قلب عالم يحفل بأكثر من ثلاثمائة مليون عربي.