الرياض - حازم الشرقاوي
كشف المهندس عبدالعزيز بن عبد الله الزامل رئيس مجلس إدارة مصرف الإنماء عن تأسيس شركة الإنماء للاستثمار برأسمال مليار ريال تكون ملكا للمساهمين في المصرف، وسيكون رأس المال المدفوع 200 مليون ريال، وقال هي شركة تحت التأسيس ويتم التنسيق مع هيئة السوق المالية ومع الجهات ذات العلاقة لترخيصها وإطلاق أعمالها، وستبدأ نشاطاتها فور انتهاء الإجراءات الرسمية المتعلقة بها، جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر المصرف في الرياض بحضور عبد المحسن الفارس الرئيس التنفيذي والدكتور محمد بن عبدالله العوض مدير عام مجموعة التسويق وذلك لتسليط الضوء على مسيرة أعمال التأسيس والانجازات التي حققها المصرف منذ صدور قرار تأسيسه كشركة مساهمة عامة.
وفي رده على (الجزيرة) حول الأوعية الاستثمارية التي جعلت المصرف يحقق أرباحا قبل تقديم الخدمات قال الزامل: إن رأسمال المصرف كبير وقد تم استثماره في 2008 في أوعية استثمارية داخل في المملكة مطابقة للشريعة الإسلامية بالتنسيق مع مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، مشيرا إلى أن المصرف من أهدافه الرئيسة تقليل المصروفات والبحث عن أوعية آمنة تعود بعوائد جيدة على المستثمرين في المصرف البالغ عددهم 8 ملايين مستثمر، ودعا إلى أهمية محافظة المستثمرين على أسهم في هذا المصرف لأنه واعد وسيحقق عوائد جيدة مدللا على ذلك بتحقيق أرباح 390 مليوناً قبل تقديم خدماته للأفراد.. مشيراً إلى أن المصرف خصص 400 مليون ريال لاستخدام أحدث التقنيات في القطاع المصرفي على مستوى العالم. وفي رده على سؤال حول الأزمة المالية قال: إن المصرف لم يتأثر بها بل استفاد منها بعد عزوف المؤسسات المالية العالمية من تقديم التمويل للمؤسسات والشركات الكبرى في المملكة، مؤكدا على أن المصرف سيركز حاليا على المشروعات التنموية الداخلية وقد يدرس في المستقبل الاتجاه خارجيا.
وأضاف أن مستقبل المصرفية الإسلامية واعد والإنماء لديه كل الإمكانات والقدرات في ذلك.
وتناول المهندس الزامل النتائج المالية التي حققها المصرف عن الفترة الأولية المنتهية في 31 ديسمبر 2008م وأوضح أن صافي الربح بلغ 390 مليون ريال بما في ذلك ربح فترة ما قبل التشغيل البالغ 274 مليون ريال، كما بلغ إجمالي موجودات المصرف 15.556 مليون ريال، وإجمالي الاستثمارات 14.973 مليون ريال، وإجمالي حقوق المساهمين 15.390 مليون ريال. مؤكدا أن المصرف سيسعى باستمرار إلى تحقيق عوائد للمساهمين من خلال استثمارات متنوعة وآمنة، وكشف عن أن المصرف بدأ فعليا في الاستثمارات التي تتعلق بإدارة السيولة وتمويل الشركات وذلك في منتجات متوافقة مع الأحكام والضوابط الشرعية.
وبين انه بموجب النظام الأساسي للمصرف تبدأ السنة المالية في الأول من يناير وتنتهي في 31 ديسمبر على أن السنة المالية الأولى للمصرف تبدأ من تاريخ القرار الوزاري الصادر بإعلان تأسيس المصرف وحتى نهاية ديسمبر من السنة التالية، وبذلك تكون السنة المالية الأولى للمصرف تغطي الفترة من 26 مايو 2008 (تاريخ القرار الوزاري) وحتى 31 ديسمبر 2009م. وبناء على المتطلبات النظامية تم إعداد القوائم المالية الأولية الأولى للفترة المنتهية في 31 ديسمبر 2008م.
وحول وجود أي مشاريع اندماج بين مصرف الإنماء مع مؤسسات مالية أخرى أو استحواذ على مصارف صغيرة أكد معالي رئيس مجلس الإدارة عدم وجود أي شيء من هذا القبيل وان المصرف لم يبحث أو يناقش مثل هذه الأفكار ولم يتقدم بأي عرض لأي جهة أو يتلقى عروضاً في هذا الاتجاه. وأوضح الزامل ان مصرف الإنماء يلتزم في جميع معاملاته بالأحكام والضوابط الشرعية وأن جميع منتجات وخدمات المصرف ستكون وفقاً للأحكام والضوابط الشرعية. وان الهيئة الشرعية للمصرف تساندها المجموعة الشرعية تتولى دراسة معاملات المصرف ونشاطاته للتأكد من توافقها مع الأحكام والضوابط الشرعية.
وعلى الصعيد ذاته أشار إلى أن إستراتيجية المصرف التسويقية والبيعية وضعت لخدمة كافة شرائح المجتمع من الأفراد والشركات العامة والخاصة، وان ثقافة العمل في المصرف تقوم على أساس اعتبار العميل شريكاً نوليه اهتمامنا الشديد وسننطلق من مبدأ الشفافية الكاملة في تعاملاتنا مع الشركاء مثل التعامل مع المنتجات وتسعيرها وأنواع وطبيعة الخدمات التي ستقدم لهم. مؤكدا أن المصرف سيطرح منتجات وخدمات تلبي احتياجات شرائح المجتمع المتعددة مع خدمة جيدة لكل شركاء المصرف وسوف يتدرج المصرف في ذلك، مع تركيز زملائنا الذين يتعاملون مباشرة مع شركائنا على فهم احتياجاتهم وخدمتهم بشكل أفضل. وتشتمل المنتجات والخدمات التي سيقدمها المصرف بإذن الله تعالى عند بدء التشغيل معظم المنتجات والخدمات الأساسية وسوف يتم بالتدرج إضافة عدة منتجات وخدمات أخرى.
من جهته أعلن الأستاذ عبدالمحسن الفارس في اللقاء أن موعد إطلاق أعمال المصرف تجارياً سيكون مع نهاية الربع الثاني 2009 من خلال شبكة فروع موزعة على عدة مدن في مناطق المملكة المختلفة وهي (الرياض - جدة - الدمام - الجبيل - الهفوف - المدينة - الطائف - خميس مشيط) على أن يتم قبل نهاية العام الحالي وخلال النصف الأول من العام التالي تغطية عدة مدن أخرى هي (مكة - الخبر - عنيزة - بريدة - حائل- حفر الباطن - عرعر - تبوك - المبرز - الخرج - نجران). وأوضح أن المصرف يملك حالياً إضافة للفروع المستأجرة وعددها 15 فرعاً 21 موقعاً في مختلف مناطق المملكة في مواقع مميزة وذلك لإنشاء فروع عليها، إضافة إلى اختيار ما يقارب 66 موقعاً للصراف الآلي موزعة على جميع مناطق المملكة. وان فروع الافتتاح في مرحلة التشطيبات النهائية كما تم تعميد موردي أثاث وأجهزة الفروع لتوريدها في الوقت المناسب مع التشغيل ولا يزال العمل جارياً لاستكمال تجهيز الفروع. وأشار إلى انه إضافة إلى شبكة الفروع سيتم تمكين العملاء من الوصول للحسابات والخدمات المختلفة وإدارتها والاستفادة منها عبر القنوات الالكترونية البديلة مثل الصرّاف الآلي (ATM)، الهاتف المصرفي، والانترنت.
وحول الموارد البشرية وسياسات التوظيف والتدريب والسعودة في المصرف قال الرئيس التنفيذي إن عدد الموظفين في المصرف تجاوز (500) موظف وموظفة بنسبة سعودة أكثر من (80%). وسوف يتزايد عدد منسوبي المصرف بشكل متدرج وفق إستراتيجية نمو المصرف وانتشاره في المناطق المختلفة.
أما فيما يتعلق بالتطوير والتدريب فقد بلغ عدد الموظفين الذين حضروا برامج ودورات تدريبية ومؤتمرات داخل المملكة وخارجها (284) موظفاً من كافة مجموعات وإدارات المصرف، حضروا ما يقارب (640) برنامجاً ومؤتمراً متخصصاً وذلك حتى نهاية شهر ديسمبر 2008م، وحسب خطط التدريب بالمصرف سيتم تدريب أكثر من (600) موظف وموظفة خلال هذا العام 2009م لتغطية الاحتياجات التدريبية لموظفي الإدارة العامة والفروع تشمل البرامج الإعدادية والدورات التطويرية وورش العمل.
وأوضح الفارس ان إستراتيجية التوظيف في مصرف الإنماء تقوم على استقطاب أفضل الكفاءات المشهود لها بالخبرة في مجال العمل المصرفي بالإضافة إلى عدد من الخريجين الجدد وذلك باستخدام الأساليب الحديثة والموضوعية في التقييم والاختيار، أما إستراتيجية التدريب فتركز على الوفاء بمتطلبات الجهات الإشرافية والجهات الأخرى ذات الصلة، إضافة إلى تنمية المهارات المصرفية والمالية والمحاسبية، والمهارات السلوكية والإدارية والمنتجات والخدمات المصرفية وتطبيقاتها الآلية.
وتناول الفارس خطط وسياسات المصرف في الجانب التقني حيث عمل المصرف خلال الفترة الماضية على تطوير هيكلية تقنية المعلومات، وسياسات وإجراءات تقنية المعلومات، وإنشاء مركز متكامل للمعلومات موضحا أن الأنظمة الرئيسية التي سيتم تشغيلها في المصرف تشمل التطبيقات الخاصة بمنتجات الخزينة ومنتجات الشركات والتجزئية المصرفية وقد بدأت مرحلة الاختبارات النهائية لهذه التطبيقات، إضافة إلى انه تم تشغيل نظام الموارد البشرية والإدارة المالية، والتطبيقات الخاصة بالربط مع أنظمة سريع وسويفت ورويترز، والتطبيقات الخاصة بإدارة المخاطر والتدقيق الداخلي. كما تم ولله الحمد الانتهاء من مراحل التطوير والاختبارات لغالبية التطبيقات ومنها:
- الخطط والإجراءات والأنظمة اللازمة بالاختبارات التكاملية لجميع التطبيقات، وهي المرحلة الأخيرة من الاختبارات قبل التشغيل.
- تركيب وإعداد الأجهزة الخادمة وأجهزة التخزين وأجهزة الحفظ وأنظمة المعلومات.
- تشغيل شبكات المعلومات في المركز الرئيسي بما في ذلك الخدمات المساندة (البريد الإلكتروني، الشبكة الداخلية، الانترنت، أجهزة الهاتف) إضافة إلى تشغيل التطبيقات الخاصة بمراقبة وإدارة مكونات البنية التحتية لتقنية المعلومات.
كما استعرض الرئيس التنفيذي بعض الإنجازات والمشاريع التي حققها مصرف الإنماء حتى الآن في مراحل تأسيسه والتي تسير بخطى ثابتة ومدروسة ومنها:
- تأسيس مقر الإدارة العامة وتجهيزه ليكون نقطة الانطلاق لأعمال المصرف.
- تكوين فريق المصرف على مختلف المجموعات الإدارية إضافة إلى خطط التوظيف والتدريب للفروع وقد بلغ المنجز أكثر من 80 في المائة من المستهدف توظيفهم.
- انجاز نسبة كبيرة من متطلبات فروع الافتتاح التي سيتم البدء بها.
- إنهاء الدراسات والعقود اللازمة للاشتراك في الأنظمة المالية المحلية والعالمية المرتبطة بالعمل المصرفي مثل أنظمة سريع وسويفت ورويترز وسبان وسمة.
ويندرج تحت ذلك مشاريع كثيرة ومتنوعة حيث ان مصرف الإنماء خطط لإيجاد بيئة آلية وعملية على مستوى عال من الجودة والكفاءة لكي تسهم في الرفع من كفاءة الأداء ومستوى الخدمة التي سيقدمها المصرف لشركائه.