Al Jazirah NewsPaper Monday  12/01/2009 G Issue 13255
الأثنين 15 محرم 1430   العدد  13255
انتقد سلوكيات السياح السعوديين بالداخل والخارج
صالح السالم: السياحة تنتظر الكثير وأتمنى أن تكون (مواسم)

 

تجربة سائح

الشيخ صالح بن عبد العزيز السالم شخصية سعودية معروف بخدمته الطويلة في القطاع الحكومي والخاص. وشغل خلال خدمته هذه عدة مناصب حكومية مهمة، منها مديراً عاماً لمكتب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز عندما كان سموه نائبا لوزير الداخلية، ووكيلاً لوزارة الداخلية للأحوال المدنية، وأخيرا أميراً (محافظاً كما يسمى اليوم) للطائف، قبل تقاعده وتحوله للعمل الخاص كرئيس لمكتب السالم للاستشارات القانونية والمحاماة والترجمة بالرياض.

يقول الشيخ السالم بأن السياحة تعني لديه النزهة والمتعة الناشئة عنها ومجال للالتقاء بالآخرين وتكوين العلاقات الشخصية وممارسة اللغات التي تعلمها المرء. وكان أول تعرض له للسياحة وحبه لها أثناء دراسته في مصر مبتعثا إليها عام 1373 هـ لدراسة القانون، إذ كان يتجه أثناء الإجازات من القاهرة مقر دراسته إلى الإسكندرية للاستمتاع بجمال بحرها وسواحلها ومعالمها في إجازة الشتاء، كما كان يمر ليومين أو ثلاثة بعض الدول العربية مثل لبنان وسوريا أثناء عودته إلى المملكة لقضاء الإجازة الصيفية، فكان يشاهد في تلك الدول مدنها الجميلة ويستمتع بمناظرها الطبيعية الرائعة.

ويشير الشيخ السالم إلى أن مفهوم السياحة تطور لديه بمرور الوقت وتراكم الخبرات فتجاوز مفهومها لديه من النزهة والمشاهدة إلى أن الثقافة والاقتصاد، مما جعله يتمنى أن تكون في المملكة سياحة في شكل مواسم، حيث إن الموسم الوحيد الذي كان فيها هو موسم الحج القصير الذي لا يتجاوز الأسبوعين بالكثير. لا بل إنه عمل على تحقيق شيء من ذلك المفهوم المتطور للسياحة أثناء إمارته للطائف.

فعمل الشيخ السالم على استثمار ما تتمتع به المدينة من خصائص مثل الجبال والتغييرات في الطقس والضباب الذي يلفها في بعض أوقات السنة، ليضع فيها نواة لصناعة سياحة متطورة. فبدأ العمل متعاونا مع الأهالي الذين لم يبخلوا عليه بحماسهم وتبرعاتهم وإسهاماتهم العينية حتى أمكنه تحسين مظهر المدينة وإيجاد العديد من الملاهي الترفيهية فيها وتطوير حدائقها ومنتزهاتها بحيث استطاعت استبقاء كثيرا من أبنائها للسياحة فيها واستقطاب سياح آخرين من مختلف مناطق المملكة، حتى تطورت السياحة فيها حتى وصلت على وضعها الحالي الأكثر تطورا.

ويذكر الشيخ السالم بأنه كان يحب السياحة الخارجية بجانب السياحة الداخلية، فكان يذهب في الشتاء للسياحة في دول جنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا سنغافورة واندونيسيا والفلبين، وأما في الصيف فكان يذهب إلى بريطانيا وأمريكا والسويد ولكنه كان يستمتع ببريطانيا أكثر وبخاصة لأنه درس فيها، فيستأنس بالحديث مع البريطانيين لأنهم أناس يحبون المعرفة ويجتمع معهم في حفلات فلا يجد لديهم التكلف.

ويوضح الشيخ السالم بأن ما يقوم به أثناء سياحته الخارجية يتوقف على كونه بمفرده أو مصطحبا عائلته وأولاده. فإن كان بمفرده، وقد قام مرة بجولة حول العالم بدأها من الشرق وعائدا من الغرب، فإنه يحرص على التحادث مع الناس باللغة الإنجليزية لتقوية لغته والتعرف على ثقافاتهم واكتساب المعرفة منهم. أما إن كان مع عائلته وأولاده فإنه يشجعهم على الاستفادة من ممارسة اللغة ومشاهدة المناظر الطبيعية والتعرف على الناس والدخول معهم في أحاديث ومجتمعاتهم للتعريف بالمملكة والتعرف على بلدانهم وثقافاتهم.

ولأنه تشبع بالسياحة الخارجية فإنه صار يفضل السياحة الداخلية في الوقت الحاضر. وفي هذا الإطار صار أكثر ما يسوح بين المنطقتين الغربية والشرقية مرتين أو ثلاثة أو أربع مرات في السنة باستمرار، وبشكل متقطع في بقية أنحاء المملكة. أما ما يحب أن يتوفر في السياحة الداخلية المزيد مما هو موجود في السياحة الخارجية مثل الفنادق والمطاعم المتقدمة والمواصلات الممتازة والخدمات الجيدة وأن يكون لدينا شباب يعملون في السياحة على وعي جيد ولغات ممتازة قادرة على التعامل مع مختلف أنواع السياح بطريقة واعية متيقظة وإدخال السرور والبهجة على نفوسهم وإعطائهم من المعلومات ما يشعرهم بأن رحلاتهم وسياحتهم إلى المملكة أعطت مردودا جيدا وانطباعا فعالا.

ويعتقد بأن وجود شبكة مواصلات فعالة ونظيفة كما هو موجود في المدن السياحية العالمية سيكون داعما قويا للحركة السياحة الداخلية في المملكة بلا شك. لأن السياحة تقترن بالحركة والتنقلات وهذا لا يمكن أن يتوفر إلا بتوفر وسائل نقل عام مريحة ومواقف مهيئة فيها كل وسائل المشاهدة الطيبة والراحة الممتازة.

ويرى الشيخ السالم بأن السياحة في المملكة صارت متقدمة لأنه قام عليها رجال على درجة عالية من الوعي والكفاءة والإخلاص مثل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأنها في تقدم مستمر نتيجة لانتقائهم الممتاز للأشخاص والعاملين في الوسط السياحي. ويتمنى أن يتسع نطاق السياحة الداخلية إلى أماكن المواسم السنوية مثل مهرجانات مزايين الإبل وسباقات الخيول والمراعي الخضراء والمنتزهات الصحراوية ونحوها.

وما يزعج الشيخ السالم من بعض السياح السعوديين في الخارج سلوكيات بعض الشباب أو العوائل الذين ينطلقون انطلاقة غير مألوفة بالنسبة لأخلاقنا وطباعنا بغشيانهم لمناطق غير مألوفة أخلاقيا أو غير آمنة فيعانون بعدما يقعون في المشاكل والإفراط والتفريط. أما السلوكيات التي تزعجه في السياح السعوديين في الداخل فهي سرعة قيادتهم للسيارات في المناطق السياحية والحوادث المؤلمة التي تنجم عنها يوميا تقريبا والتي تحول نزهاتهم وسياحاتهم إلى تهديدات ليس لأنفسهم فحسب إنما للآخرين بل وتحولها إلى مآسي بعد أن كانوا يتطلعون منها للسعادة.

وعن الحلول لمكافحة السلبيات لدى السياح السعوديين في الخارج يرى الشيخ السالم تقديم النصائح وبخاصة الأسر لأبنائها ورجالها ونسائها بأن يسيروا في الطرق الصحيحة والمفيدة حتى يكون عائد السياحة لهم مفيدا ثقافيا وصحيا ونفسيا. أما بالنسبة لمكافحة سلبيات السياح الداخليين المتعلقة بسرعة القيادة فبتكثيف وسائل الرقابة المرورية سواء في المدن السياحية أو الطرق البعيدة ما بين المدن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد