مشكلة كبيرة وخطيرة نقيد أنفسنا بها وهي إعطاء دورة الخليج أكبر من حجمها الطبيعي بالنظر لتاريخ وتنامي العطاء الفني السعودي المقرون بالإنجازات القارية أو المشاركات العالمية فالمنطق يحتم علينا أن نعيد النظر في التعاطي مع الدورة بكل ما فيها من تحديات حفاظا على الأهم وهو عدم اضطراب مسيرة الأخضر نحو العالمية فقد أثبتت السنوات أن دورات الخليج غير مفيدة فنيا سوى للمنتخبات الطامعة في بقعة إنجاز لتكوين جيل إنجازات لها وهو ما لا نريده نحن كسعوديين على اعتبار أننا تجاوزنا هذه المرحلة كثيرا مع كافة الاحترام للتنافس مع الأشقاء الأعزاء على القلوب.
لقد أصبحت دورات الخليج كالكابوس الذي يطارد اللاعبين ومدربي المنتخبات وميدانا للصراعات وتبادل الشتائم الإعلامية وهو ما لا يحصل في أي بطولة في العالم سوى بدورة الخليج مما يؤكد أن من المنطقي المطالبة بأن لا نعطيها أكبر من حجمها وأن لا تكون هي طموحنا بل إعداد لما بعدها من استحقاقات بعيدة عن الضجيج واستعراض الخطابات الإعلامية والبشوت المزخرفة...!!
حقائق يجب أن يعرفها الجميع..ّّ!!
أكثر ما يثيرني في الوسط الإعلامي الرياضي السعودي هو وجود بعض من المراسلين والكتاب يكتبون أخبارا أو يعلقون عليها دون دراية أو معرفة تامة ولا يتكئون على معلومة صحيحة مما يجعلهم في موقف مخجل أمام القارئ الذي لا بد أن يعرف الحقيقة يوما ما.
كثير من المراسلين كتبوا أن الأستاذ محمد النويصر عضو لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم لم يبلغ الأندية بطلب استضافة المباراة النهائية لكأس الأندية الآسيوية في دوري المحترفين 2009 وسار معهم دون تمحيص عدد من الكتاب، والحقيقة أن النويصر ليس له علاقة بهذا الأمر إطلاقا بل هناك ممثل للسعودية في لجنة دوري المحترفين هو فيصل عبدالهادي وهو أيضا أمين عام اتحاد الكرة المسؤول المباشر عن تبليغ الأندية بأن الاتحاد الآسيوي طالب من لديه الرغبة بالاستضافة بالتقدم وتحقيق الشروط الآسيوية والأندية ليست منظمة الاتحاد الأهلي أي الاتحاد السعودي لكرة القدم هو من يتقدم بذلك وليست الأندية ولم تتقدم السعودية بطلب الاستضافة بسبب اعتراضها أولا على قرار لعب المباراة النهائية من مباراة واحدة وأيضا وجود شروط لا يمكن تحقيقها خاصة في السماح بالعنصر النسائي بالحضور للملعب والتشجيع المختلط دون النظر لأي جنسية للفريقين المتأهلين للنهائيين ناهيك عن تكلفتها المادية الضخمة وهو ما يعني براءة النويصر الذي حضر للاجتماع الرباعي لرؤساء الهلال والاتفاق والاتحاد والشباب لأخذ مرئياتهم فقط.
قبل الطبع
الفوز الذي حققه المنتخب السعودي على اليمن كان منطقيا ولا يستحق الضجة الإعلامية التي تتعمد تخدير الأخضر والذي يحتاج إلى تشكيل عناصري ثابت ومؤهل لعبور تلك الدورة التي لا تعتمد على أية مقاييس.
msultan444@hotmail.com