معلوم أن بطولة مجلس التعاون الخليجي لكرة القدم لم تعد كما كانت في السابق من حيث تفاوت الطموحات والحظوظ، تبعاً لتفاوت الإمكانات والقدرات.. بتواجد منتخبات تشارك من أجل المشاركة واكتساب الخبرة.
** أما اليوم فقد باتت الحظوظ متساوية.. وطموحات الكسب أضحت مشاعة للجميع بالتساوي.. بما في ذلك المنتخبات التي كانت مجرد تكملة عدد، إلى حد أن تلك المنتخبات أصبحت اليوم أكثر شراسة، وأكثر أهلية لتحقيق اللقب.
** صحيح أن أعباء المنتخبات المشاركة في خليجي (19) هذه الأيام تتفاوت إلى حد كبير.. بين منتخبات مطالبة من قبل الجماهير بالتركيز على الاستحقاق الأهم المتمثل بخوض معمعة ما تبقى من أهم مراحل التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وهو ما قد يلقي بظلاله على أداء وحسابات المنتخبات التي لا تزال تمتلك قدراً جيداً من فرص وحظوظ التأهل.
** في حين أن المنتخبات الأخرى التي لا تنتظرها استحقاقات التأهل للنهائيات العالمية، بما فيها تلك التي تضاءلت حظوظها بشكل كبير، وبالتالي فهي غير مطالبة بأكثر من تحقيق الكأس الخليجية أو المنافسة عليها على أقل تقدير.
** ومع ذلك سيكون لدورة (مسقط) بعض الضحايا سواء على مستوى المدربين أو على مستوى الأوضاع العامة لبعض المنتخبات، وسيكون لنتائجها جملة من التداعيات والانعكاسات التي بدأت بالمنتخب العراقي.
** بمعنى أن المنتخبات التي تنتظرها مهمة استكمال تصفيات كأس العالم عقب الدورة مباشرة.. سيتم قياس مدى قدرتها على المضي قدماً في المنافسة على التأهل من خلال ما تجسده من عطاءات في نظر جماهيرها.
** أما تلك التي لم يعد لديها ما يشغلها وبالتالي انحصار طموحاتها على ما تحققه من مكاتب على هامش دورة مسقط.. فقد تكون أقل تأثراً حتى وإن لم تحقق طموحاتها، من تلك التي إن خسرت الخليجية ومن ثم لم تتأهل إلى النهائيات المونديالية.. إذ عندها سينطبق عليها المثل الذي يقول: (لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن).
** الخلاصة: بانتهاء خليجي (19) بعد أيام، سيكون هناك من سينظر لها بعين الرضا.. في مقابل أن ثمة من سينظر لها بعين (السخط) وربما يصفها ب(دورة مسخط) بدلاً من دورة مسقط.
وماذا بعد..؟!
** عندما يتكرر المشهد في أكثر من مناسبة وفي أكثر من مكان، وبذات الكيفية والأدوات، ولنفس الذرائع والمبررات.. هنا ينتصب السؤال الذي يقول: وماذا بعد (؟!!).
** ذلك أنه خلال المواسم الأخيرة، وصولاً إلى ما مضى حتى الآن من هذا الموسم.. ظلت أحداث الشغب والفوضى ملازمة ومرتبطة بالمباريات التي تكون إحدى الفرق النصراوية طرفاً فيها أينما حلت أو ارتحلت.. حتى باتت ماركة نصراوية مسجلة على غرار العلامات التجارية (؟!!).
** فعلى الرغم من أن مداد أحداث (حائل) وما سبقها من أحداث فوضوية مشينة مماثلة، لم يجف بعد.. حتى أتحفنا الفريق النصراوي للشباب يوم الخميس الماضي أمام نظيره الهلالي بواحدة من حلقات هذا المسلسل القبيح (؟!!).
** وغني عن القول إنه لا ذنب لهؤلاء الفتية في ما جرى ويجري من انفلاتات، وأنهم ضحايا لممارسات وأفكار وقناعات إدارية وإشرافية قاصرة.. كان بإمكانها السير بهم إلى الأرقى والأمثل في التعاطي مع التنافسات الرياضية، بنفس القدر من سهولة شحنهم وتحويلهم إلى أدوات انفعالية قابلة للانفجار لأتفه الأسباب كما هو حاصل الآن (؟!!).
** وهنا يتضح بأن المسألة تجاوزت نطاق البحث عن الكسب، كما تجاوزت حدود التحسس ورفض الخسارة.. إلى الارتهان لضرورة اللجوء للتخريب عندما لا تكون النتيجة في صالح الفريق (؟!!).
** إن هؤلاء الفتية أمانة في أعناق الأندية، وهم أمل الكرة السعودية في القادم من مراحل البحث عن تعزيز مكتسباتها.
** لذلك يجب على الأندية ألا تجعلهم أو تتركهم أدوات رخيصة في أيدي عينات من الإداريين والمشرفين المحبطين والمتوترين.
الميدان يا حميدان
** جاءت قرعة دوري المحترفين الآسيوي للأندية لتضع كل فريق مشارك من فرقنا الأربعة أمام مسؤولياته، وبالتالي فلم تترك أي مجال للترقبات والتحسبات خصوصاً في ما يتعلق بمسألة تفاوت المستويات سواء بين مجموعة وأخرى، أو بين فريق وآخر.
** صحيح أن القرعة قد خدمت بعض فرقنا من محدودية تنقلاتها من بلد إلى آخر، في حين قست على البعض الآخر في هذا الجانب كالهلال على سبيل المثال الذي لا بد من سفره وترحاله إلى كل من طاشقند وإيران.
** على أن الفوارق ستؤول بعد توفيق الله لمصلحة الفريق الذي يعد للأمور عدتها، وألا يرهنها للصدف والظروف.
** بالتوفيق لفرقنا الأربعة (إن شاء الله).
من الحكم الجنوبية
يا طالب الدون بالدون تحسبك الغابن وأنت المغبون.