مسقط - موفد الجزيرة
تفوح رائحة الثأر من مواجهة الإمارات حاملة اللقب مع المنتخب السعودي اليوم الأحد على استاد مجمع السلطان قابوس في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات الجولة الثانية لمنافسات الدورة، فيما ينتظر المنتخب القطري مباراته مع نظيره اليمني لتحقيق فوزه الأول في البطولة في التوقيت ذاته على ملعب الشرطة. ويتصدر المنتخب السعودي ترتيب المجموعة برصيد أربع نقاط (سجل ستة أهداف ولم يدخل مرماه أي هدف)، بفارق الأهداف أمام الإمارات (سجل ثلاثة أهداف واهتزت شباكه مرة واحدة). وتأتي قطر ثالثة بنقطتين، ويقبع اليمن في المركز الأخير بدون رصيد. وشهدت الجولة الأولى من منافسات المجموعة فوز الإمارات على اليمن 3 - 1، وتعادل المنتخب السعودي مع قطر صفر - صفر، وفي الثانية اكتسح السعودي اليمن 6 - صفر، وتعادلت قطر والإمارات سلباً. وسيكون التعادل كافياً للمنتخب السعودي لحجز إحدى بطاقتي المجموعة إلى نصف النهائي كما فعل في الدورة الماضية، وقد يرافق الإمارات في هذه الحال إذا سقطت قطر في فخ التعادل مع اليمن، أما في حال فوز قطر فإنها ستتساوى مع السعودية والإمارات بعدد النقاط، وسيتم اللجوء إلى فارق الأهداف بينها وبين الإمارات لتحديد المتأهل منهما. وتحتاج قطر إلى الفوز على اليمن بثلاثة أهداف نظيفة شرط تعادل الإمارات مع المنتخب السعودي لمرافقة الأخير إلى دور الأربعة، أما في حال نجاح اليمن في التسجيل فإن الأمور ستزداد تعقيداً على القطريين لتعويض فارق الأهداف. وحسب لوائح الدورة فإنه ينظر إلى فارق الأهداف في حال تساوي منتخبين بنفس الرصيد من النقاط، ثم إلى المنتخب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في حال استمر التعادل، قبل اللجوء إلى نتيجة المباراة بينهما.
في المباراة الأولى، يدرك الإماراتيون جيداً أن عليهم عدم الخسارة أمام المنتخب السعودي؛ لأن التعادل يبقي أيضاً على فرصهم في الاستمرار في البطولة، ولكن عليهم تسجيل الأهداف للإبقاء على أفضليتهم. وكان المنتخبان التقيا في نصف نهائي (خليجي 18) في أبو ظبي مطلع عام 2007 وفاز حينها أصحاب الأرض بهدف للنجم إسماعيل مطر في طريقهم إلى اللقب الأول في تاريخهم. وما يزيد من إثارة المباراة أن (الأبيض) الإماراتي يريد رد اعتباره أمام (الأخضر) السعودي الذي كان سبباً في انحسار آماله في المنافسة على إحدى بطاقتي مجموعته إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010 بعد أن تغلب عليه في أبو ظبي 2 - 1 في الجولة الثانية من منافسات الدور الرابع والحاسم رغم تقدم أصحاب الأرض 1 - صفر؛ ما ترك آثاراً سلبية على لاعبي المنتخب الإماراتي. ويعاني المنتخبان العربيان في تصفيات المونديال؛ فيحتل فيها المنتخب السعودي المركز الرابع بأربع نقاط من ثلاث مباريات خلف كوريا الجنوبية وإيران وكوريا الشمالية، ولكن فرصته لا تزال قائمة في التأهل المباشر، في حين تملك الإمارات نقطة واحدة في المركز الأخير وأقصى اهتماماتها المنافسة للدخول في الملحق. وستكشف الجولة الثالثة المستوى الحقيقي للمنتخبين؛ فالأخضر كان عادياً جداً أمام قطر في مباراته الأولى، واستسلم للنهج الدفاعي، وكان عاجزاً عن الإبداع في الوسط والهجوم، وقدم شوطاً رائعاً أمام اليمن، سجّل فيه خمسة أهداف قبل أن يضيف السادس في الشوط الثاني. أما المنتخب الإماراتي فخطف ثلاث نقاط ثمينة أمام اليمن قبل أن يصطدم بنفس الجدار (التكتل الدفاعي للقطريين)؛ فعجز عن اختراقه في الشوط الأول، ثم اضطر إلى التراجع في الثاني الذي شهد اختباراً جدياً لدفاعاته. وكان يعيب المنتخب الإماراتي عدم قدرته على إنهاء المباراة بنفس المستوى الذي يخوض به الشوط الأول، لكنه صمد أمام القطريين في الجولة الثانية في توقيت مناسب جداً قبل المواجهة الأصعب أمام هجوم سعودي ضارب يتألف من مالك معاذ وياسر القحطاني وناصر الشمراني. وإذا كان وسط السعودية بدأ يستعيد توازنه بقيادة عبده عطيف وأحمد الموسى وخالد عزيز فإن منتخب الإمارات لا تنقصه المهارات أبداً بوجود محمد عمر وإسماعيل مطر وإسماعيل الحمادي وعبد الرحيم جمعة ومحمد الشحي.
الفرصة الأخيرة لقطر
وسيحاول مدرب منتخب القطري الفرنسي برونو ميتسو أن يكون أول من يقود منتخبين مختلفين إلى اللقب الخليجي بعد أن فاز مع الإمارات باللقب الأخير، وقد ادخر على ما يبدو أفضل ما لديه للمباراة (الأسهل) في المجموعة ضد اليمن. ونجحت خطة ميتسو في الحفاظ على نظافة شباكه أمام السعودية، ثم أمام الإمارات بقيادة مساعده السابق ومواطنه رغم مفاجأته له بأداء دفاعي في الشوط الأول وضغط هجومي في الثاني، لكن لم يظهر (العنابي) حتى الآن شهية تهديفية واضحة، بل رغبة مبالغة من المدرب في الحذر وعدم ترك مساحات يمكن للاعبين مهاريين في المنتخبين السعودي أو الإماراتي أن ينفذوا عبرها نحو المرمى. وإذا كان الأداء الدفاعي للقطريين لفت الأنظار بتنظيمه وصلابته، رغم الإصابة التي تعرض لها قلب الدفاع عبد الله كوني إثر اصطدامه بإسماعيل مطر في مطلع المباراة الماضية وغيابه عن الملاعب لفترة، فإن ميتسو يعلم جيداً أنه بحاجة إلى فوز بفارق مريح من الأهداف على اليمن وإلا سيجد نفسه مرافقاً له للخروج من الدور الأول. واطمأن ميتسو إلى الدفاع بعد أن سد ماركوني أميرال ثغرة غياب كوني جيداً، لكن الفعالية في خط المقدمة كانت معدومة تماماً حتى الآن، ويجب عليه الايعاز إلى سيباستيان سوريا وخلفان إبراهيم ووليد جاسم بالقيام بمهام هجومية بحتة بغية تسجيل هدف مبكر يفتح اللعب ويتيح لهم التحرك بحرية. وقد يصطدم القطريون بمنتخب يمني مختلف يريد تقديم شيء ما قبل أن يعود إلى بلاده وذلك إثر الصدمة الإيجابية التي قام بها الاتحاد اليمني بإقالة المدرب المصري محسن صالح بعد الخسارتين الثقيلتين أمام الإمارات والسعودية. وأسند الاتحاد اليمني المهمة في المباراة الأخيرة إلى مساعد صالح ومواطنه حمزة الجمل، لكن الأخير اعتذر عن ذلك، فطلب من مدرب الهلال اليمني النعاش القيام بالمهمة. واللافت أن نتائج منتخب اليمن في هذه الدورة تراجعت بشكل ملحوظ عما كانت عليه في الدورتين الماضيتين؛ حيث تجنب فيهما تلقي هزائم ثقيلة، لا بل إنه انتزع تعادلا في كل واحدة، وذلك خلافاً لتصريحات المسؤولين عنه من أنه سيقدم صورة مختلفة هذه المرة بعد الاستعدادات الجيدة عبر ثلاثة معسكرات في تونس وتركيا ومصر، حتى ذهب البعض إلى القول إن الهدف هو التأهل إلى الدور نصف النهائي. وكان الاتحاد اليمني استدعى محسن صالح قبل نحو شهرين لقيادة المنتخب في (خليجي 19)؛ لأنه يعرف اللاعبين جيداً بعد أن تولى الإشراف عليهم في الدورة السابقة، على أمل أن يحقق المنتخب نتائج جيدة قبل استضافة اليمن لمنافسات (خليجي 20) عام 2011م.