من الصعب أن تكون نظرتنا دائما للآخر بمنظور العدو والمتآمر علينا، هذه النظرة القاصرة تجعلنا ندور على أنفسنا، هذا نوع من المداخلة على ما كتبه الأستاذ عبدالرحمن العتيبي في مدارات شعبية (يوم الأربعاء 3 محرم في العدد رقم 13243) وقد لفت نظري العنوان وفكرته التي ناقشها بشكل متوتر خالف أسلوبه الذي اعتدناه منه، لن أتطرق للحديث عن شاعر المليون الذي تعد أكبر سيئاته إثارة النعرات القبلية وإحدى حسناته إحياء الشعر الشعبي في قلوب الناشئة وتعليمهم مفردات ربما لأول مرة يسمعونها من خلال شاعر المليون. الحديث هنا يطول لذا سأتحدث فقط عن الشاعرة السعودية التي اعتلت شاطئ الراحة - رغم تحفظي الشديد على مثل هذه المشاركات النسائية - ولكن هذا رأيي الخاص أم أن أعمم أنه مجرد استدراج لباقي الشاعرات فالنظرة المحدودة لهذا الجانب ما هي إلا ضرب من خيال - العالم يا سيدي مفتوح للظهور بكافة الأشكال فهذه المنتديات الشعرية تطرح بها شاعرات صورهن وقصائدهن التي تفوح منها العبارات الرومانسية، إذ إن مشاركة شاعرة بدوية سعودية شاعرة حقيقية وليست من (سرب شد لي واقطع لك)، مشاركتها بعباءتها المحتشمة بكل ما يعنيه الاحتشام من روعة باعتقادي أنها مكان فخر وقدوة (ليس للمشاركات المختلطة) بل قدوة لمن يريد أن يربط الإبداع بالتبرج، قد أكون نظرت لنصف الكوب الذي لم ينظر له الأستاذ عبدالرحمن، أننا كسيدات ندعو جهارا نهارا للمشاركة والتواجد بجانب الرجل لكنه تواجد مشروط ومقنن وبعيد كل البعد عن الظهور بهذا الشكل، لكن أعود وأقول إن عيده إذا أكملت فالسبب الأول هو شاعريتها وليس اعتقادنا بأن الآخر يستدرجنا، فمن السعودية شارك غيرها ومن الأردن والإمارات شارك كثيرات، باعتقادي أن المقصد هو الإبداع ليس إلا، يقول الأستاذ عبدالرحمن (إن الشاعرة قدمت كطعم وأنهم أسبغوا عليها المدح والثناء المبالغ فيه رغم أنه لا يروق لهم حشمتها ولكن حتى يظفروا بصيد سافر فيما بعد) هل تعتقد يا أستاذي الفاضل أن هذا مخطط له؟ وهل تعتقد أن من تريد السفور والمبارزة أمام جمهور من المراهقين بكلمات الوجد والهيام تحتاج لمن يحفزها للظهور، لن نستطيع بسيل من الكلمات أن نوقف هذا السفور والتبرج في وسائل الإعلام المرئي، إن الرادع يأتي من الداخل من قدرتنا على حفظ أنفسنا والمفاخرة بعباداتنا والتي تتجسد بحفاظنا على حجابنا الإسلامي، ولا يخفى على أحد ما تحظى به المرأة السعودية من اهتمام مبالغ فيه في الفضائيات وتسليطهم الضوء على نموذج معين ورفضهم الخروج بالحجاب لكن الشاعرة عيدة أو وحيدة السعودية استطاعت الظهور بهذا الشكل وهو إثبات أن عقلية المرأة السعودية المسلمة القادرة على الإبداع والمشاركة وهي محافظة على هويتها وعفتها.
المتوقع أن يشهد العام القادم مشاركات كثيرة من شاعرات أو مستشعرات لكن من أين لنا بعيدة البدوية المثقفة التي لم تتاجر بصورتها.
فوزية الشدادي الحربي