(1) المذيعة الأمريكية أوبرا وينفري تعتبر الآن من أغنى أثرياء العالم من النساء، فهي تملك وتدير شبكة إعلامية متعددة الأغراض. من غرائب هذه السيدة أنها لكيلا تنسى أصلها وفصلها، اتخذت لها مسكناً في حي من أفقر أحياء الزنوج لتعيش هناك أياما كلما نقحت عليها نفسها الإمارة بالسوء، ولكي تقمع هذه النفس، فإنها تعيش هناك كما كانت تعيش ويعيش أهلها، فقراً في المأكل والملبس، وهي أيضاً لديها شعور بأن هؤلاء المهمشين لهم حق عليها، لذلك فإنها توجه نسبة كبيرة من دخلها للرفع من مستواهم الاجتماعي والتعليمي والمادي عبر العديد من المنشآت والجوائز، ولعلي أذكر أنها تبنت منذ سنوات إعالة أكثر من 50 ألف طفل وأنشأت أكبر مكتبة مجانية في العالم وهي تقدم منحا دراسية على حسابها ومعونات اجتماعية ومادية للأسر الفقيرة.
هذه الروح المتفانية في حب الخير وخدمة الآخرين لماذا لا نجدها لدينا وإذا كانت موجودة في السر، فلماذا لا يعلن عنها لكي يقتدي بها الآخرون من ذوي الدخول المرتفعة؟
(2)
يا سبحان الله، قبل شهرين كان طن الحديد بسبعة آلاف ريال، وهو الآن بألفي ريال، وهناك آلاف الأطنان من أجود أنواع الحديد المستورد مكدسة في الموانئ والمستودعات وسعرها كما قرأنا لا يزيد على ألف وخمسمائة ريال، وهناك مطالبات عديدة من صناع الحديد وعلى رأسهم الصانعة الأم بوقف الاستيراد وفتح باب التصدير، وبعض مصانع الحديد أوقفت بعض خطوط الإنتاج لديها، وهناك التي استغنت عن نسبة من عمالها وموظفيها لمواجهة القضاء المستعجل!
ما هو مصير أولئك المسعورين من باعة الحديد الذين هربوا الحديد ودفنوه في الصحراء أو تكتموا عليه في مستودعات بعيدة عن أعين وزارة التجارة، بل إن وزارة التجارة قبضت على العديد من هؤلاء التجار الذين رفعوا شعار تعطيش السوق حتى أغرقهم الطوفان على حين غرة، فخسروا خسارة على خسارة، خسارة النفس وخسارة المال!
من يأخذ العبرة فيصدق مع نفسه ومع تقلبات السوق!!
(3)
منذ سنوات دعوتُ على إحدى شركات السيارات دعوة نصوحة، فقد غبنت من هذه الشركة فلم أجد من يقتص لي، فقد زحلقتني إدارة حماية المستهلك ومعها أمها وزارة التجارة، وزحلقني وكيل هذه الشركة ولم ينس - هذا يحسب له - أن يقدم لي كأس نعناع وتقويما باعتبارنا في غرة العام، مع وعد بإصلاح السيارة!
والحكاية ببساطة، هي أنني دفعت أكثر من مائة ألف ريال عدا ونقدا، يعلم الله أنني صررت القرش على القرش حتى جمعت المبلغ، بل إن بعض النقود المتمردة كانت تمانع في الدخول إلى الصندوق وهو ما دفعني إلى إعطاء كل ريال علقة ساخنة حتى يجلس ولا يتحرك من الصندوق، وعندما اكتمل المبلغ المذكور وجهناه لشراء سيارة العمر، وحالما خرجت بها من المستودع وجدت لوحة التحكم بيضاء أو زرقاء أو سوداء، فارغة من أي رقم أو إشارة، بل إنها لا تمشي إلا كما يمشي الطفل، خطوة خطوة!
وعندما عدت بها إلى المستودع - بعد نصف ساعة من التسلُّم- كان قد أغلق أبوابه، أوقفتها أمام المستودع وذهبت بواسطة ليموزين!
طلبنا في اليوم التالي تبديل السيارة، طبقا للقاعدة (المعيب لا يباع) لكن الجماعة المذكورين أعلاه رفضوا بشمم، وقالوا إنه ليس لديهم عندي إلا إصلاحها!
وقد رضخت مرغما لما طلبوه، وهكذا ستة شهور ندخل بالسيارة ونخرج بها من الورشة حتى أصلح الله حالها.
فاكس 012054137