يبدأ غداً منتخبنا الوطني مبارياته في دورة الخليج بعد مرحلة إعداد عاش فيها المنتخب وسط أجواء إعلامية عاصفة فهامش الحرية المتاح لكل من هب ودب ليتحدث بدون علم عن احتياجات الفريق الفنية من اللاعبين وكفاءة جهازه التدريبي والعلاقة بين المدرب ولاعبيه كل ذلك جعل المنتخب يعيش في معمعة أشغلت القائمين عليه عن التركيز في الإعداد وجاءت قاصمة الظهر عندما تم زفه إلى مسقط على صدى الأنباء التي تتحدث عن مدربه القادم بعد دورة الخليج!
وفي غياب ضوابط الحديث عن منتخب الوطن بدت مظاهر التجاوب مع ما يكتب عن المنتخب أمراً إيجابياً فضم نور وربما قريباً الدعيع والتعاقد مع مدرب أجنبي قد تضمن نوعاً من الاستقرار الذهني لمجموعة المنتخب بكل ما فيها من لاعبين ومدربين وإداريين يتيح لهم الفرصة للعمل بشكل أفضل مما هو متاح الآن من أجل الوصول الخامس لنهائيات كأس العالم إن شاء الله!
الميثاق وأزمة الإدارة!
عندما تضطر الرئاسة العامة لرعاية الشباب لإقرار ميثاق الشرف الرياضي وتدعو رؤساء الأندية الرياضية للتوقيع عليه لضمان سيادة التنافس الشريف والبعد عن التعصب والتعامل مع الأحداث بروح رياضية وعدم تحميلها أكثر مما تحتمل لما لكل هذا من انعكاسات سلبية على سلوكيات الشارع الرياضي بشكل يحسب على الرياضة السعودية التي تعيش مرحلة تطوير شاملة فإن هذا يعني أن هناك قصوراً في الفهم الحقيقي للتنافس الرياضي وعجزاً في إدارة الأزمات في كثير من أنديتنا تسبب في توتير أجواء منافساتنا واستلزم اللجوء إلى مثل هذا الميثاق الذي فرض على هذه الأندية الوعي تجاه مسئولياتها وفتح الباب لحوار أوسع حول أوضاع الإدارة فيها ومدى أهليتها للقيام بدورها الرئيس في خدمة الرياضة وتوعية الشباب!
استقالة الزيد انقلاب في المفاهيم!
جاءت استقالة الرجل النقي عبد الرحمن الزيد لتؤكد حقيقة انقلاب المفاهيم في الوسط الرياضي فالرجل الخبير المتمرس والناجح في مجاله يجد نفسه خارج الوسط الذي هو بأمس الحاجة لخدماته فيما تبقى العقليات المتخلفة والمتعصبة داخله تعبث وتنفر كثيراً من الشرفاء من العمل به!
والحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن يختار الزيد الاستقالة وهو يدرك مستوى تفكير منتقديه وأهدافهم، ولم أكن أتمنى أن يحقق رغبات المفسدين في الوسط الرياضي لأن هذا سيشجعهم على التمادي في ممارساتهم خاصة في ظل روح التسامح السائدة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي وزارة الثقافة والإعلام في التعامل مع مثل هذه العقليات!
وكم كنت أتمنى أن يخرج المصدر المسئول لينتصر للحقيقة التي يجسدها عبد الرحمن الزيد ويؤكد محاربة التعصب بمنع أي إعلامي أو قناة فضائية تروج للتعصب من دخول ملاعبنا، وكنت أيضاً أتمنى أن يصدر قرار وزارة الثقافة والإعلام بإيقاف كل من نالوا من الزيد دون تثبت في الصحافة والتلفزيون ولفت نظر معدي البرامج الرياضية في قنواتنا التلفزيونية الذين لا يدققون في شخصيات بعض ضيوف برامجهم من نوعية أولئك الذين يتحدثون في البرامج وكأنما هم في استراحة أو كما يقول الزميل محمد البكر في مقهى بين الشيشة والمعسل!
حقيقة كنت أتوقع أن يتجه عبد الرحمن الزيد للقضاء بدلاً من الاستقالة لأن القضاء سيرد اعتباره ويقطع دابر أمثال تلك العقليات التي تتطاول على الآخرين وتشكك في ذممهم وفي نواياهم بل وتكذب عليهم أمام الملأ ولو فعلها الزيد لقدم خدمة لا تنسى للوسط الرياضي والعاملين فيه!.
مطاردة الهلاليين!
انطلق المطالبون باستقالة الخبير عبد الرحمن الزيد من كونه هلاليا وكأنه الوحيد صاحب الميول في لجنة الحكام التي تضم نصراويين وأهلاويين واتحاديين وشبابيين وغيرهم!
والواضح تماماً أن الحملة على الزيد هي امتداد لمطاردة كل هلالي يعمل في لجان اتحاد كرة القدم بدليل تجاهل الحديث عن رئيس لجنة الحكام عبد الله الناصر الذي يفترض أن يكون هو محور أي حديث عن التحكيم لكن منتقدو الزيد حرصوا جداً على تهميش وجود الناصر لقناعتهم بأن شخصيته القوية تكشف وتناقض الادعاء بأن الزيد كان هو الآمر الناهي في لجنة الحكام ولهذا فالمستهدف الرئيس في هذه الحملات هو الفريق الهلالي الذي لا يغيب عن البطولات ويسيطر فنياً على مجريات المنافسة في مسابقاتنا الكروية فالحرب على الزيد الهلالي هي رسالة لغيره من العاملين في لجنة التحكيم وفي غيرها من اللجان لعلهم يفهمون مضمون تلك الرسالة بما يسهم في عرقلة مسيرة الفريق الأزرق ليخلو الجو لفرقهم المتوارية خلف الهلال.
لكن هذه الرسائل الكيدية لا تفيد مع فريق مثل الهلال في كل موسم يخسر نتائج عدة مباريات بأخطاء تحكيمية فاضحة لكنه لا يخسر الفوز بالبطولات لقدرته على التعويض بتكامله الفني ونجومية عناصره ومواهبهم المتميزة وهذا ما تفتقده غالبية الفرق التي تبرر غيابها عن البطولات بالأخطاء التحكيمية التي هي في الواقع على الجميع!
احتراف الجماهير!
مع الاحتراف صار من الطبيعي جداً أن تشاهد لاعباً هلالياً في النصر وأهلاوياً في الاتحاد وغير ذلك كثير من التنقلات فيما بين كثير من الفرق المتنافسة لكن ما لم يتحقق هو احتراف الجماهير خاصة أولئك الذين عاشوا أعمارهم في تشجيع فرق لا تربح مما أثر في نفسياتهم وربما في صحتهم فمثل هؤلاء يفترض أن يتركوا التعصب ويتعايشوا مع الأجواء الاحترافية بتشجيع فرق أخرى تعيش دائماً الأفراح والليالي الملاح ولو لفترة نقاهة يمكن أن يعودوا بعدها لتشجيع فرقهم إن هي تطورت وعادت للبطولات!
خطر في بالي هذا الموضوع بعد أن شاهدت أكثر من مرة لقطة في القناة الحصرية لمشجع فريق منافس للهلال معه ابنه الصغير ولفت نظري تعليق الأب حين قال عن ابنه (إنه يشجع الهلال وأهنيه على حسن اختياره لأنه يبي ينبسط)!
أمثال هذا المشجع كثيرون في فرق أخرى بعضهم كما قلت يعاني نفسياً وربما صحياً من غياب فرقهم عن البطولات فما الذي يمنع مثل هؤلاء من الدخول في منظومة احتراف الجماهير الذي هو علاج ناجع يقضي على ليل المعاناة الطويل!
وسع صدرك!
* قد يكون من المناسب وضع لافتة في ملاعبنا (تذكروا ميثاق الشرف) لعلها تقرأ قبل التصريح المباشر بعد المباريات!
* الخبير الدكتور صالح بن ناصر أوضح في مداخلته مع الزميل رجاء الله السلمي أن فترة التسجيل هي للتسجيل وليس لمفاوضة اللاعبين التي يجب أن تتم قبل الفترة وسوء الفهم هذا هو الذي يدفع بعض الأندية أحياناً للتعاقد السريع بأي طريقة ومع لاعبين أي مستوى!
* برنامج خط البلدة فضح المشاركين فيه وعراهم تماماً!
* كاتب رياضي كان مثار سخرية في الحلقة قبل الماضية من برنامج كل الرياضة بقناتنا الرياضية أرجو أن يكون الزميل سلمان المطيويع قد منحه خروجا من البرنامج بدون عودة!
* مع إطلالة العام الميلادي 2009 تمنيت لو لم يستعجل النصراويون في تكريم النجم ماجد عبد الله وانتظروا حتى تاريخ 9-9-2009م!
* الهلال والاتحاد الأكثر اهتماماً بإشراك عناصر شابة جديدة في مسابقة كأس الأمير فيصل مع الفارق ففي الهلال نموذج الموهبة يسير على خطى الثنيان وفي الاتحاد على طريقة تكر!