تنديد منظمة العفو الدولية بالانحياز الأمريكي لإسرائيل في حربها الضروس على غزة، التي أزهقت أرواح أبرياء ومدنيين، بينهم أطفال ونساء عزل، يعيد لنا أهمية المحيط الدولي والرأي العالمي في قضية الصراع مع إسرائيل وفضح جرائمها المشتركة مع مسانديها والمدافعين عنها بالمال والدعم السياسي والأمني. ومع أن الرسالة التي وجهتها المنظمة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس قد أشارت إلى مسؤولية حماس والفصائل الأخرى عن استهداف الإسرائيليين إلا أنها كانت واضحة في نفس الوقت بوضع الأصبع على جرح الانحياز الأمريكي إلى إسرائيل سواء كان ذلك في أوقات السلم عبر إحباط مشاريع القرارات الدولية في مجلس الأمن التي تدين إسرائيل، أو من خلال ضخ كميات الأسلحة وتنسيق الدعم اللوجستي حتى عبر الأقمار الصناعية في أوقات الحرب.
نحن العرب مشكلتنا أننا بلا حلفاء أقويا نضع رؤوسنا على أكتافهم؛ فبعد الأصدقاء السوفييت بقينا نهرول في زياراتنا المكوكية بين عواصم صنع القرار معتقدين أننا قد ملكنا صداقة وأحلاف كل المهمين، ولكن إذا جرد السيف وخرط القتاد لم نجد منهم أحداً يلوي عنقه إلينا، ذلك أننا في سياستنا الخارجية لم نفلح كما أفلحت إسرائيل حينما بنت رزمة من الأحلاف المبنية على المصالح وليس على المجاملات وعلاقات البروتوكول الشكلي، فمن المعروف أن تل أبيب وواشنطن عينان في رأس واحدة كتب على جبينه (التحالف قضية خدمة سياسية وارتباط منفعي) سواء كان ذلك عبر اللوبيات في العالم الغربي التي فشلنا في تكوينها كما فعلوا أو عن طريق الإنجاز الدبلوماسي، الذي بتنا بحاجة إلى إطلاق ورش عمله للمنافحة عن قضايانا العربية والمصيرية في محافل العالم السياسية، ولكن بشكل جماعي يبتعد عن المزايدات والمراهقات السياسية التي أضحت ديدن بعض الأطراف العربية التي أفسدت الكثير من جهود الأطراف المتعقلة في المنظومة العربية حتى في عز الأزمات ويوميات القتل المستمرة.
****
