سواء اتفقنا أو اختلفنا على مدى وجاهة التمسك بإقامة الدورات الرياضية الخليجية، إن على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية.. إلا أن الواقع يقول: إن هذه الدورات وجدت لتبقى، وأن قدر دول الخليج العربي بخصوصياتها المشتركة.. تحتم عليها التشبث بإقامة مثل هذه المناسبات الرياضية والشبابية.. كي يظل التواصل الخليجي الأخوي أكثر قيمة وأكثر فاعلية.. ليس على صعيد الأنشطة الرياضية فحسب، وإنما على جميع الأصعدة والمستويات، والتشبث بكل ما من شأنه زيادة اندماجها ولحمتها.
*وبما أن خليجي (19) ستنطلق اليوم على أرض سلطنة عمان الشقيقة.. فلا بأس من الحديث المبني على جملة من المعطيات والقراءات والحوافز الماثلة، حول الحظوظ المتاحة بما فيها من مؤشرات قوية وملموسة تصب في خانة المنتخب الأكثر أهلية للظفر بلقب هذه الدورة.
* ذلك أنه بنظرة فاحصة وشاملة، بعيداً عن لعبة الترشيحات التخديرية.. سنجد أن المنتخب العماني هو أكثر المنتخبات المشاركة جدارة بتحقيق اللقب.
*الأرض والجمهور.. الاستعداد الأميز بين باقي المنتخبات المشاركة.. المنافسة القوية على اللقب خلال الدورات الأخيرة واقترابه كثيراً من تحقيقه.. ارتفاع معدل نضج اللاعب العماني، بدليل احتراف العديد من اللاعبين المميزين بطول وعرض الساحة الخليجية.
*فإذا لم توفر كل هذه العوامل والمعطيات للمنتخب العماني الشقيق مقومات الظفر بكأس خليجي (19).. فمتى إذن يظفر بها (؟!).
أنت الكسبان يا عبد الرحمن؟!
*مصادفة عجيبة تلك التي تمثّلت بتزامن إعلان العالمي (عبد الرحمن الزيد) عن استقالته من منصبه كنائب لرئيس لجنة الحكام، يوم الأحد الماضي.. مع موعد هذه الزاوية التي تطرقت من خلالها إلى ما يتعرّض له هذا المواطن المشهود له بالخير.. من استهدافات شخصية ومركّزة.. هي في واقع الأمر أبعد ما تكون عن قيم ومبادئ نزاهة الطرح.. ناهيك عن قيم ومبادئ نزاهة البحث عن النزاهة كما يتشدّق أولئك الذين أعماهم الحقد والتطرف في تعصبهم.. عن التفريق بين النقد المشروع والمطالبة بالحقوق - إن كانت ثمة حقوق - وبين الطعن في الذمم، فضلاً عن الغوص في مستنقع التجريح والإيغال في توجيه التهم الباطلة والمعلومات الكاذبة والمضلّلة بحق هذا الرجل الذي لا ذنب له سوى كونه (كان) ينتسب للهلال في يوم ما (؟!!).
*أما وقد مضى الأستاذ عبد الرحمن الزيد إلى النهاية في قراره الشجاع المتمثّل بترك الجمل بما حمل حماية لإنسانيته من هذا العبث.
*فإنني أشد على يده، وأقول له (أنت الكسبان) ولن أوغل في التفاصيل حفاظاً على إنسانيتي التي لم تسلم هي الأخرى من عبث (خفافيش) الإنترنت الذين يدفعهم (الجبن) إلى التمترس خلف الأسماء الرمزية والمستعارة (شاهت الوجوه).
نور أهم من المنتخب؟!
*عجباً لتركيز بعض الوسائل الإعلامية على فرض اللاعب محمد نور ليكون العنوان الرئيسي للأحداث، وأن يظل يشكل البؤرة والعلامة الأبرز والأهم في كل تناول يتعلق بشؤون المنتخب الوطني (؟!!).
*الأعجب من هذا كله هو أن الكثيرين ممن يخوضون في أمور المنتخب هذه الأيام سواء من خلال الشاشات، أو من خلال بعض المطبوعات.. لا يفعلون ذلك.. إلا لكي يتحدثوا عن نور وعبقرياته وكأنهم يخاطبون سكان كوكب آخر (!!).
*لقد تجاوزوا حدود العقل والمنطق في تعاطيهم مع ما يمكن أن يمثّله هذا اللاعب من قيمة للمنتخب.. إلى درجة أن أحدهم ممن يقتاتون من ريع القيام بمثل هذه المهمات.. لم يخجل وهو يتبجح عبر إحدى الفضائيات منذ بضعة أيام بالقول: إن الساحة الكروية السعودية ظلت خالية من النجوم منذ أن اعتزل ماجد إلى أن جاء نور.. تخيلوا (!!).
*إن الإسراف في ترك الحبل على الغارب لكل من هبَّ ودبَّ لممارسة هذه الأنواع من العبثيات بحق منتخب الوطن من أجل تحقيق بعض المصالح الخاصة إلى الحد الذي يجعل هذا اللاعب أو ذاك أهم من المنتخب، بما في ذلك من محاذير تتمثّل في نزع الثقة من نفوس نجومنا الذين يدافعون عن ألوان الوطن.
*هو العبث بعينه.. وأن أول من سيكتوي بنار التمادي في السكوت على تنامي مثل هذه الممارسات المشبوهة.. هي الجهات التي من المفترض أن تكون سداً منيعاً في وجه كل من يحاول تكريس هذه النعرات، والتي لن تتوقف عند استغلال المنتخب في الدعاية ورفع معنويات بعض اللاعبين، أو عند الشوشرة حول الكابتنية وما شابهها من دسائس (؟!!).