من لم يستطع الجهاد بجسمه فليفعل بنفسه: ماله وشعوره ولسانه..
يبذل المال ليطعم أوّاها جائعة منع منها الغذاء.. يبذله ليبلسم جراحا عزّ عليها الدواء
يقدمه ليغطي عراة شردهم الظلم والاعتداء..
يبسطه لحاجاتهم حين لا مأوى ولا عائل، ولا رافد، وهم الأشد نقاء, والأعلى درجات..
من الشهيد فيهم بأربعين شهيدا.. والشهادة مطمع لم ينله من الصحابة كثير ممن تمناها..
يشعر بهم، فلا يغفل عن أنينهم، ولا ينسى مصابهم، ولا تلهيه عنهم تجارة ولا ولد ولا جاه ولا رغد ولا أمان..
ولا يبكيهم للحظات، ثم يدبر عنهم وجهه ليستقبل فرحه ومسراته ومعاشه ويغيبهم عن حسه ويقظته وتفكيره...
يتكلم عنهم بقلمه، وبدعوته، وبحثّ الهمم من أجلهم، وبقول الحق في قضيتهم، وبمناشدة التعرف عليهم أبطالا وحدهم في الميدان لرسالة صدق وحق يذودون عن القبلة في بيت المقدس؛ حيث أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم، ينتظرون حتى يوم يلقونه في سندس واستبرق فرحين بما يؤتيهم الله تعالى من فضله في الجنان العليا..
ذلك من الإيمان، وهو الوجه الصادق للأخوة وللنخوة وللسلام...
بالأمس، فتحت بوابات التبرع الشعبي العام في حملة رسمية وجه إليها سمو وزير الداخلية.. بعد حملات الإعانة التي توجهت بنبض الناس وبحس الجوار وبموقف التآزر لتسري فيهم العزيمة وتعينهم على الصمود.. فهو الجهاد.. وهو الموقف.. وهو الأقل في نكبة العصر التي تشيب لها أوراق الشجر وأجنحة العصافير.. وتئن لها جلاميد الصخور..
اللهم عليك بهم.. فهم لا يعجزونك أبداً.. أولئك الظالمون المعتدون، تولّهم بقوتك وجبروتك وحولك الذي لا يُضام أبداً.