فيما التوحش الإنساني متواصل من خلال إصرار المتوحشين الإسرائيليين على ارتكاب أقصى الجرائم الإنسانية، فعربدة القتل التي يستمر الإسرائيليون في ارتكابها بقطاع غزة، هي أعلى درجات التوحش الإنساني، فالقتل مهما كانت الأسباب لا مبرر له ويظل الأقسى فعلا والأكثر رفضا في القيم الإنسانية، وحتى وصْف التوحش لا يليق بوحوش الغابة التي تقتل لتأكل أما الوحوش البشرية كما الإسرائيليون فتقتل لتنتقم..!!
فيما التوحش الإنساني متواصل إسرائيليا، لا يزال العرب يتخبطون في مواجهة مجزرة غزة، فالعرب الذين اختُرِقوا من الغرباء وأصبحوا أسرى توجهات المنظمات والمليشيات والأحزاب الطائفية التي أقامها الغرباء في الأقطار العربية، فنظموا المظاهرات التي حاصروا بها سفارات مصر وارتكبوا إثم حرق العَلَم المصري.. العَلَم العربي الوحيد الذي ارتفع في 6 أكتوبر على مواقع الإسرائيليين في سيناء، يوم عبر الجنود المصريون قناة السويس وأعادوا غرس عَلَمهم شرق القناة.. هذا العَلَم حُرق في بيروت.. وعُمان ودمشق.. وطهران.. ويوم حُرق العَلَم العربي دمعت عيون عربية كثيرة حزناً.. مثلما بكت عيون عربية فرحاً يوم أعيد رفع العَلَم على شرق السويس يوم حُررت سيناء..!
وعرب انشغلوا بتضميد جراح الغزاويين، وانهمكوا في طرق أبواب المنظمات الدولية لغرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
في الرياض يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصياً على الوقوف على أحوال المصابين والجرحى الفلسطينيين الذين فتحت المستشفيات السعودية أبوابها لهم، لعلاجهم بعد أن توجهت طائرات الإخلاء الطبي إلى أقرب نقطة لقطاع غزة، فمن العريش نقل الجرحى ليعالجوا في الرياض بمتابعة من المليك الذي أطلق حملة شعبية للتبرعات لنصرة إخواننا من أهل غزة.
ومن الرياض ينطلق الأمير سعود الفيصل ليقود وفدا وزاريا عربيا لطرق أبواب مجلس الأمن الدولي من أجل فرض وقفٍ فوري للعدوان الإسرائيلي.
عرب يمارسون قصفاً لغويا وقذائف من الشتائم للعرب الذين حملوا القضية الفلسطينية على أكتافهم.
وعربٌ يذودون عن الفلسطينيين في المحافل الدولية ويفتحون مستشفياتهم لعلاج أبناء القضية.
التوحش الإسرائيلي متواصل في غزة.. والقصف اللغوي وشتائم العرب المتأثرين بالغرباء يملأ الشوارع العربية.
jaser@al-jazirah.com.sa