المرتزقة هم من استغلهم (فيدل كاسترو) في كوبا، والمرتزقة هم من استغلهم (غيفارا) في بوليفيا، والمرتزقة هم من استغلتهم القبائل المتناحرة في الصومال، والمرتزقة هم من استغلتهم ظروف الحرب البشعة في (دارفور) في السودان، والمرتزقة هم من استغلهم القرامطة منذ القدم ليعيثوا في ...
...الأرض فساداً وليسفكوا الدماء الكثيرة لآلاف المسلمين، والمرتزقة هم من استغلتهم فرق الحشاشين حتى تلطخت أيديهم بالدماء البريئة، والمرتزقة هم من استغلتهم الجماعات الإرهابية الهوتية الكهنوتية ذات الأهداف السياسية لجعلهم محرقة المعارك، والمرتزقة هم من مارسوا العبث الفوضوي في (مومباي) في الهند، والمرتزقة هم من يفجّرون ويقتلون ويذبحون وينحرون الناس كالخراف في باكستان وأفغانستان والعراق وفي بقية البلدان الإسلامية، والمرتزقة هم من ينشرون الغث الفكري والكذب والبهتان عبر الشبكة العنكبوتية، والمرتزقة هم من يحلّلون ويحرّمون كيف شاؤوا وأرادوا لا من أجل الله والدين، بل من أجل مصالح ذاتية دنيوية غبية آنية، والمرتزقة هم من يحترفون صناعة الإشاعات بدقة متناهية ويصدقونها ويبثونها على الملأ لإحداث البلبلة والفتنة وشق الصف، والمرتزقة هم من يوهمون الناس بمظاهر التدين الطاهرة وحسن النية والقصد وهم يضمرون سواد النيَّة وسوء القصد ورمادية الفكر وعتمة الرؤية ويحرفون القول عن موقعه، والمرتزقة هم من يسرقون أموال المسلمين نهباً وقرصنة في عرض البحار وطولها دون رادع ديني أو خلقي أو إنساني، والمرتزقة هم من إذا قال لهم الناس آمنوا قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء وهم لا يعلمون بأنهم هم السفهاء وإن ادّعوا غير ذلك أو نفوا، والمرتزقة هم من إذا اؤتمنوا خانوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا تولوا الأمر عاثوا في الأرض فساداً، والمرتزقة هم من إذا قال لهم الناس النصيحة الحقة ودلوهم الطريق القويم ولّوا وجوههم مدبرين عابسين غير مكترثين إلا برأيهم وبحثالة فكرهم وضاءلته، والمرتزقة هم من يعملون وإذا عملوا لا ينتجون إلا السيئ من الفعل، والمرتزقة هم من يتكلون على الآخرين في شربهم وفي ريهم وفي ملبسهم وهم يملكون أجساداً كالبغال أو أشد، والمرتزقة هم من يتواطؤون مع العدو ويتقبلون فكره ومبدأه وسموم مقصده دون خوف ولا وجل ولا حياء سوى إيذاء الوطن ومقدراته وصروحه العملاقة وأسواره العالية، إن هؤلاء المرتزقة الذين يبيعون مبادئهم وأخلاقهم وشعورهم ومشاعرهم وإدراكهم المحسوس واللا محسوس ليسوا علية قوم ولا وجهاء قوم وليسوا علية فكر وليسوا علية علم وليسوا علية مبادئ وليسوا علية إيمان وليسوا علية تدين، بل هم من يتم استقطابهم وجلبهم بسهولة كالبضاعة الفاسدة وعادة ما يكونون خائبين وهاربين ومندسين وأرباب سوابق وحثالة مجتمعات يملكون عقداً نفسية واجتماعية سيئة وأوضاعاً معيشية بائسة، إن المشكلة مع هؤلاء المرتزقة تكمن في أن أعمالهم السيئة التي يقومون بها يجيرونها ويضعونها تحت راية الجهاد والإيمان والمقاومة باسم الإسلام العظيم، ومعظم أموالهم التي يصرفونها ببذخ على حركاتهم جلّها من الاتجار بالممنوع وبالمخدرات دون أي رادع ديني أو خلقي يجبرهم عن التخلّي عن هذه الأعمال القبيحة والمبادئ المنافية لروح الإسلام وتعاليمه، إن هؤلاء المرتزقة الذين باعوا عقولهم وأجسادهم والتحقوا بهذه المنظمات الإرهابية العنيفة صماً وعمياً هم مجرد دمى أخطر ما في تصرفاتهم أنهم يرفعون شعار الجهاد والإسلام، إن علينا الحذر الشديد من فكر هؤلاء المرتزقة الذين يحملون في ظاهر القول النقاء وفي باطنه السم الزعاف، إن ما يقومون به ما هو إلا دعوة إلى الهلاك والدمار والعيش في أنفاق مظلمة، إنهم مثل الخفافيش يكرهون الأضواء ويحبون العتمة، ومثل الزواحف أبداً لا يعيشون إلا في الجحور المتهالكة، إنهم لا يحبون الحياة لأن عقيدتهم الذبح والقتل ويعشقون الدمار واشتعال النيران ويمقتون لون الخضرة وأزهار النباتات البرية والغيمة والغدير، إن علينا أن نفعّل عقولنا مع هؤلاء ونحذر منهم في كل محفل أو موقع أو تجمع بشري خاصاً كان أم عاماً وإن تلبّسوا بلباس الدين والجهاد وحلو الكلام ومنطق القول، إنه يجب علينا أن نوجّه جيداً بوصلة اتجاه وعينا وأن نحدّد أهدافنا من منطق ذاتي وليس من منطق هؤلاء الخفافيش المرتزقة الذين يضمرون الأسوأ من الأشياء وإن أظهروا عكس ذلك متسربلين بأفكار ليست من الدين الحقيقي الصافي النقي بشيء وإن ادّعوا عكس ذلك أو رفعوا حناجرهم بالويل والثبور وعاقبة الأمور لكل من خالفهم الرأي والمشورة أو مشى وسار ولم يهتد بهداهم ويتبع خطاهم ويحث الخطى ركضاً وهرولة للحاق بهم وإن مشوا بطرق غير معبدة وغير سوية، إن هؤلاء المرتزقة هم العدو فعلينا الحذر الشديد والتوجس الكبير منهم وأن نحاربهم بالحجة وبالمنطق السليم والمجادلة الحسنة دون تعصب أو غضب أو زمجرة حتى وإن طال الأمد، وعلينا ألا ننخدع بأفكارهم وتوجهاتهم وخططهم والحلو من مفرداتهم اللغوية وقصائدهم الشعرية وأهازيجهم اللحنية لأن مشاريعهم في الأخير ظلامية وغير منطقية وغير قابلة للحياة مطلقاً.
ranazi@umc.com.sa