أن نعيش الهزيمة غير أن نعشى بها، وأن نسلم بالعجز غير أن نستسلم له، ولم ندرك ضياع فلسطين والعدوان الثلاثي، وكنا أطفالاً في 67؛ فما وعينا تحلق الكبار حول المذياع، ولم يمثل لنا أحمد سعيد وهيكل والشعارات الناصرية قيمةً تستحق الدفاع فضلاً عن الاندفاع.
* تمثلت لنا الهزيمة المرة عام 73؛ فقد فتح الباب أمام القاتل ليصبح الجار فالصديق فساكن البيت بعدما استبيحت الأرض، ودنس العرض، وهان الهوان ولم يعد (لجرح بميت إيلام).
* تنقلت الأجيال من كلية الرفض إلى جزئية الفرض؛ فجاءت نظريّة التعايش خداجا، لم تعنها دراسة المقدمات ومآل النتائج، كما لن تعنيها -مستقبلاً- افتتاح السفارات وفرش السجّاد الأحمر.
* لا نتوهمُ نصراً، ولا نبصر فجراً، لكنها الأيام دول، والهدنة حل لكن التنازل خيانة، ومن يفرط في شبر من فلسطين سيحمل وزر ذلك أمام الأجيال القادمة ولن يرحمه التاريخ.
* لا أحد يستطيع أن يستصدر وكالة عن أجيال قادمة سوف تتنفس الزأر، وتأخذ الثأر، وتحسب كلّ قطرةِ دم زكيّة فتحاسبَ عليها من أوقد الشرار، واختط المسار، وحرف الحق عن أصحابه.
* في عام 1976م وقبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد كتب الشاعر الراحل أمل دنقل 194-1983م قصيدته الذائعة (لا تصالح) أو (مقتل كليب) وضمنّها وصاياه العشر، وبعد ثلث قرن من قولها نستعيد كل مفرداتها فنرى أن سلام السادات لم يجلب إلا اليأس والبُؤس، وقد صدق أمل:
* (كيف تنظر في يد من صافحوك فلا تبصر الدم في كل كف، إن سهماً أتاني من الخلف سوف يجيئك من ألف خلف).
* لله غزةُ والمعابر.
Ibrturkia@hotmail.com