تلقيت دعوة كريمة من المكتبة العامة بتبوك لأشارك في ندوة تقام ضمن فعاليات تكريم للراحل التشكيلي ناجي السحلي رائد الفن التشكيلي في منطقة تبوك، ورغم ما يقال عن أن جو تبوك سيكون بارداً إلا أن ما منحت من مشاعر صادقة من أبناء هذه المنطقة الغالية على قلوبنا جميعاً ككل مناطق الوطن، ممثلين في كل من ساهم في هذا التكريم، سيمنحني الدفء، لقد ضرب أبناء المنطقة وفي مقدمتهم الأستاذ خالد سعد أبوهتلة المشرف العام على المكتبات في منطقة تبوك والأستاذة سارة البلوي المشرفة على النشاط الثقافي في المكتبة العامة بهذا الموقف الجميل المعبر مثلاً رائداً عن الوفاء في زمن قَلّ فيه الوفاء لمبدع رحل عنا بعد أن ترك بصماته الجميلة في وجدان أهل الشمال ابتداء من مسقط رأسه الوجه، ووصولاً إلى كل أجزاء وأطراف أرض منطقة تبوك بوابة الشمال ووجهها المشرق الجميل بأهلها وبما تتمتع به من خصوصية تاريخية ومنتج جمل جيدها بما جادت به مزارع الورد الذي كسب إعجاب عشاقه في مختلف دول العالم، وأصبحت تبوك اسماً عالمياً في إنتاجه.
أعود للتكريم .. الوفاء.. الذي يأتي ليذكرنا بما يستحقه أمثال هذا الراحل من المبدعين في كل مجال أضافوا فيه لبنة في بناء الوطن، وإذا كنا ننسى أو ننشغل بهموم الحياة عن تكريمهم أحياء أو أن نؤجله بعد وقت رحيلهم فإن علينا ألا ننساهم؛ فليس لنا عذر ونحن نشاهد ما أبقوه من أثر يدل على مساهمتهم وتفانيهم لإبراز مجالهم ومنهم الفنان ناجي الذي اعترف بأنني كإعلامي تشكيلي لم أعطه حقه في حياته ومع ذلك وجدت تكريماً منه رغم رحيله لشخصي ولكل من دعي لهذه المناسبة. إن مثل هذا التكريم والتذكير بجهود هؤلاء المخلصين من أبناء الوطن ما يشعر الآخرين بأن ما يقدمونه من عمل لن ينسى وأن الاهتمام بهم لا ينقطع، كما أن في مثل هذا النشاط مهما اختلفت مسمياته وعناوينه تعويضاً عن قصور تجاه الراحلين وقت وجودهم بيننا، وإشارة إلى كل مخلص لهذا الكيان الكبير أن كل ما يقدمه أي منا من أعمال تصب في خدمة الآخرين وترتقي باسم الوطن تجد التقدير في كل وقت. رحم الله الفنان التشكيلي ناجي السحلي، وشكراً لكل من ساهم ويساهم في تكريم أبناء الوطن المبدعين الأحياء منهم أو من يجد عطاؤه بعد رحيله التقدير والإعجاب والثناء.. والدعاء له بالرحمة.
قبل الختام أود الإشارة إلى أن مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية قد وضع ضمن برامجه وأنشطته التشكيلية فكرة إقامة معرض يجمع شتات لوحات الذين رحلوا عنا من التشكيليين، إقامة معرض يبقي ذكراهم بيننا ويبقي عطاءهم في عيون الأجيال.
وأجدها فرصة أتاحها لي الراحل ناجي السحلي لأذكر من رحلوا معه ممن أثروا الساحة التشكيلية وساهموا بتأسيسها، منهم الفنانون: محمد السليم، عبد الحليم رضوي، خالد العبدان ، هاشم سلطان، علي الغامدي.
MONIF@HOT MAIL.COM