Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/01/2009 G Issue 13244
الخميس 04 محرم 1430   العدد  13244
آفة الأخبار!!
فهد الحوشاني

 

أرسل أحد (الغيورين) برقية إلى أحد المسؤولين يشكو فيها ما (نقل إليه) عددٌ من (الثقاة) من فساد حصل في مهرجان الطفل خصوصاً فيما يتعلق بال(مسرحيات) و(السينما)!! سند تلك الدعاوى والشكاوى دائماً هو (ثقاة) .....

....وبصيغة روى لي من أثق به! وأولئك الثقاة لا تظهر أسماؤهم في الشكوى ويكتفي الشخص الغيور بما نُقل إليه ويزعج السلطات ببلاغاته وشكاويه! في ذلك المهرجان قُدمت مسرحيات للأطفال قدَّمها طلاب المدارس ومعلموهم وأُعدت في المدرسة بإشراف المعلمين ومدير المدرسة حتى إنها قُدمت بدون موسيقى ومع ذلك فقد اتهمت زوراً بأنها فساد يجب محاربته! (مسرحيات)!! يكفي أن يذكر هذا المصطلح أمام البعض لينتفض بدنه ويغلي الدم في عروقه وذلك يعود إلى أن الناس أعداء ما جهلوا! أحياناً نقف ضد المصطلح لأننا نعاني من محدودية فهمنا له فلا يزال البعض يعتقد أن المسرح حرام حتى وإن قدَّمه تلاميذ الروضة أو المعهد العلمي أو طلاب جامعة الإمام، لكنه لو شاهد الطلاب وهم يقدِّمونه في المهرجان لوجده (حلالاً) طيباً! العبرة دائما بالمحتوى وإذا كانت هناك مسرحيات أو أفلام سينمائية أو كتب أو أشرطة أو مواقع إنترنت سيئة فهل نتخذ ذلك ذريعة لتحريم المسرح والسينما وموقع الإنترنت والكتاب أم أن العبرة بالمحتوى؟!

تهم الفساد جاهزة التصدير عن البعض، ليس لديهم الاستعداد للحضور والمشاهدة بأنفسهم لكنهم على استعداد دائم للوقوع في فخ إخوانهم الثقاة ويمكننا هنا أن نقول وما آفة الأخبار إلا (ثقاتها).. لقد تنادوا للذود عن فضيلة لم يُدس لها على طرف ولمجرد أنهم أعجبهم أن يكونوا داخل إطار الصورة ناصحين مرشدين في غير موقع النصح والإرشاد! وقد عُرضت في المهرجان أفلام أطفال مرئية على شاشة كبيرة.. وهذه الأفلام قال عنها (الثقاة) إنها سينما وفساد كبير في الأرض رغم أن مثلها يُعرض في قنواتنا المحلية وهي مجازة من الجهات المختصة! إن التحجير على الناس وعلى أطفالهم ومنعهم من الاستمتاع بالحياة بدواعي الخوف من انتشار فساد لا أحد يقره من مسؤولين في المهرجانات أو غيرهم، وسيساهم ذلك التحجير في جعل المجتمع يقع تحت وصاية (مرضية) سيبدأ شيئاً فشيئاً يتفلَّت منها شئنا أم أبينا! وسيقسم المجتمع إلى (فسطاطين) وهذا أمر لا نريده، فتقديرنا لطلبة العلم وحبنا لهم وإجلالنا لدورهم في المجتمع واستماعنا لنصحائهم يجعلنا نطالبهم ونطالب (الغيورين) منهم بأن (يتبيَّنوا) إذا جاءهم شخص بنبأ لكي (لا يُصيبوا) إخواناً لهم بجهالة!

الجميل في الموضوع أن قادة هذه البلاد - حفظهم الله- بما يمتلكونه من رؤية ومعرفة ببواطن وظواهر الأمور يتعاملون مع مثل هذه المواقف بحكمة وروية ولا يعطون ما يصلهم من برقيات إلا ما تستحقه من الاهتمام!



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد