لأنه الرئيس المحترم والمهذب والقائد البارع القدوة لناد بحجم النصر كنا نتمنى من الأمير فيصل بن عبد الرحمن أن لا يتفاعل بسرعة ويثق بكل ما قاله مدير فريق ناشئي النصر ناصر الكنعاني حول ما حدث في ملعب الطائي، لسبب بسيط وهو أن الكنعاني جزءٌ رئيس ومؤثِّر في المشكلة، ويتحمَّل مسؤولية تطور الوضع في وقت يفترض فيه أن يكون إدارياً متزناً ومحافظاً على هدوء لاعبيه الصغار وليس قيادتهم وتحفيزهم على مهاجمة الحكم ومطاردته حتى الغرفة المخصصة للحكام..
من غير المعقول أن نعتبر جميع ما ذكره وصرَّح به الكنعاني صحيحاً 100% وأن نبني عليه تبرئة ساحته مقابل اتهام الكل بدءاً بالحكم ومروراً بالمراقبين الفني والإداري وانتهاءً بالحكم الرابع، لدرجة أنه قال بالحرف الواحد وباتهام سافر وشنيع وتشكيك في الذمم وفي تصريحه لبرنامج الجولة في art - قال (العملية محبوكة) من هؤلاء لتعمّد هزيمة النصر.
الأكيد أن الكنعاني بما قام به أمام لاعبيه والجماهير وضد الحكام إلى حد البصق وبسبب ذلك تم إيقافه قبل موسمين، قد يصلح لكل شيء إلا أن يكون مشرفاً إدارياً لفئات سنية تحتاج للتربية والتوعية والسلوكيات المنضبطة وليس للقوة والفتوة واستعراض العضلات..
كلام في غير وقته
بحكم موقعه كمدرب للأخضر ومع اقتراب دورة الخليج، ليس مطلوباً من الكابتن ناصر الجوهر أن يوضح موقفه ويدافع عن نفسه وقراراته بتصريحات ومؤتمرات صحفية لا طائل منها سوى المزيد من الانتقادات والتناقضات التي تزيد من أخطائه وأعبائه أيضاً في مواجهة منتقديه...
قبل أيام من انطلاق دورة الخليج.. الجماهير السعودية لا تريد من أبي خالد أن يتحدث عن أفكاره وخططه وبرامجه، وإنما تريد منه التفرّغ للتدريب والتركيز على تجهيز وتحضير الأخضر فنياً ولياقياً ومعنوياً، لأن ذلك هو المهم والمفيد للمنتخب وله كمدرب بدلاً من الانشغال بملاسنات وصدامات تثير الشحن والتوتر وعدم الاستقرار..
يا كابتن ناصر... تأكّد أننا لم نفهم ولم نستفد شيئاً من مؤتمرك الصحفي الأخير، بل هنالك ملاحظات وأخطاء وقعت فيها لا يسمح وقتنا الراهن الحرج بمناقشتها.. فرجاء لا تضع نفسك ومنتخبنا في متاهات كلامية نحن في غنى عنها..
حقوقهم أولاً
أجزم أنه في دول العالم مجتمعة لم يتحدثوا عن التحكيم بمثل ما يحدث هنا من ضجيج وتهريج واتهامات وحروب بمختلف الأسلحة والاتجاهات ضد التحكيم وحكامه.. لكن مقابل كل ذلك وفي زخم الأطروحات والمداخلات والتحليلات لم نسمع أو بالأصح لم نبحث في دهاليز وظروف ومشاكل الحكام، وعن حقوقهم الأدبية والمالية وتوفير الأجواء الصحية التي تساعدهم على أداء عملهم الصعب والحساس بعيداً عن الضغوط وأساليب الوعيد والتهديد.
من الضروري جداً إدراك أن فكرة تطوير التحكيم لا يمكن أن تتحقق في ظل انعدام الحماية للحكم، وغياب العقوبات الحازمة ضد كل تسوّل له نفسه إيذاءه والتطاول عليه وأن نجاحه ومحاسبته وسلامة تقييمه تعد أمراً صعباً وربما مستحيلاً طالما أنه لم يتسلّم مستحقاته من المكافآت والبدلات منذ سنوات.
نحن نتحدث عن عموم المناخ التحكيمي وفروعه ودرجاته، عن البيئة الأساسية والمنتجة للحكم في المناطق وبداياته كمستجد، وفي دوري الثالثة والثانية والأولى والدرجات السنية التي لا يوجد فيها دخل مباريات.. وفيها يتشكَّل الحكم ويتحدد مستواه وثقافته وشخصيته.. أي أننا نطالب بحكم متميِّز في دوري المحترفين وفي الأضواء في الوقت الذي لم نهتم فيه ولم نهيئ له سبل النجاح وتركناه وحيداً في غياهب الأولى والثانية والثالثة يعاني ويتجرَّع الويلات والأمرار ويتعايش مع الخوف والرعب ومخاطر السفر دون مقابل مادي أو معنوي، يأكل ويشرب ويسكن وينفق من جيبه الخاص ويتنقل بين القرى والمدن على سيارته فهل من الإنصاف بعد هذا كله أن نطالبه بالتألق والنجاح والتميّز..؟!
أحمد الفوزان وشهامة الفرسان
مع تسارع الأحداث المفجعة وتنامي القضايا المؤلمة من اعتداءات ومعاكسات وتجاوزات وتصرفات متهورة برز الموقف النبيل من الشاب الشهم أحمد فهد الفوزان الذي أنقذ بفضل وتوفيق من الله طفلتين من الموت وسط الصحراء الواقعة بين لينة ورفحاء كانتا تائهتين على بعد أكثر من عشرين كيلو متراً عن مخيم عائلتهما..
أكتب عن هذا الموقف البطولي علماً بأنني لا أستغربه ولا أستكثره من شاب ينتمي لعائلة كريمة ومعروفة وابن لمربٍّ فاضل هو معلّمنا وأستاذنا فهد العمار الفوزان.. وإنما أقدّمه في هذا الوقت الصعب ليكون نموذجاً حيّاً ورائعاً لعموم شباب الوطن في معنى وقيمة المبادرة وفن التعامل مع هكذا مواقف تتجلَّى فيها النخوة والأخلاق العالية والتربية الحسنة بعد أن أوشكنا على افتقادها وبعد أن ضاعت القيم والمثل و(المراجل) في زحمة الأنانية والمصالح والشكليات والنفاق الاجتماعي..
شكراً أحمد وأنت تبعث في نفوسنا الأمل من جديد لتؤكّد أن شباب الوطن ما زال بخير.
* * * * * * * * * *
* أبدع الزميل سلمان المطيويع وتألق في حواره مع حارس القرن وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع في استضافة ثرية غير عادية فيها الكثير من التميّز والصدق والوفاء والدروس والمواقف النبيلة لنجم أسطوري لن يتكرّر.
* الحملة الظالمة والمستمرة ضد نائب رئيس لجنة الحكام عبد الرحمن الزيد بلغت في قسوتها وأكاذيبها ومغالطاتها حداً مأساوياً لا يجوز السكوت عليه..
* هل انسحب الاتحاد فعلاً من التعاقد مع الأرجنتيني (داميان مانسو) احتراماً للأهلي، أم أنه لم يتفاوض أصلاً مع اللاعب؟!
* نجاح المدرب محمد الدو مع الطائي مرتبط باستفادته من مواهب فريق درجة الشباب.
* الإصرار على الحارس حسن العتيبي رغم وجود فهد الشمري شبيه تماماً بما حدث سابقاً حينما كان يشارك المدافع فهد المفرج أساسياً على حساب الدولي حالياً ماجد المرشدي.
* مكبرات الصوت في المدرجات إزعاج لا يُطاق وتشويه للتشجيع وللذوق العام..