الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأيتام شريحة كبيرة ومهمة جداً في كل مجتمع ، وخصوصاً في مجتمعنا السعودي فهي عزيزة على قلوبنا جميعاً، خصوصاً أن الشرع والدين الإسلامي الحنيف أوصى برعايتهم وتقديم العون لهم والاهتمام والعناية بهم وإعطائهم حقوقهم لأنهم فئة حرمت حنان الأبوين أحدهما أو كلاهما و الدين الإسلامي حث على الاهتمام بهم والتعامل معهم وأوصى بهم خيراً ووعد المحسنين إليهم خيراً حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل كافلي الأيتام في منزلة عالية جداً حيث قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين -وأشار بالسبابة والوسطى-) وهذه بشرى عظيمة ومنزلة رفيعة يحلم بها كل مسلم ومسلمة، ومن هنا جاء تسابق الراغبين في هذه المنزلة على رعاية وكفالة واحتضان الأيتام ، ومن هنا أوجه الرسائل التالية وهي من القلب إلى القلب :
الرسالة الأولى : نشكر الله سبحانه وتعالى شكراً عظيماً على نعمة الإسلام الذي جعلنا إخوة متحابين متكاتفين متعاضدين كالجسد الواحد يقول تعالى (إنما المؤمنون إخوة ) ويقول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد) ويقول صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) فما أجمل الدين العظيم وما أجمله أيضا حين يوصينا بالفئة الغالية على قلوبنا يقول تعالى( يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وأن تخالطوهم فإخوانكم ) .
الرسالة الثانية : أوجهها لأبنائي وأحبابي وأصدقائي الأيتام وأقول لهم أنتم بأعيننا تسكنون أنتم كالنجوم بالسماء تتلألأ وأوصيكم بالعمل والجد والاجتهاد بالحياة أنتم رجال المستقبل وفتية الوطن الذي يعتمد عليكم في صنع المستقبل . فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، أيها الإخوة الأيتام أتدرون إن أعظم من غير مجرى التاريخ وأسعد البشرية هو اليتيم محمد صلى الله عليه وسلم .
الرسالة الثالثة : لأهالي محافظة الدوادمي الشرفاء فبكم يسعد المجتمع ويبتسم المكلوم أنتم أهل لكل يتيم ، وأصحاب لكل محروم، أنتم كالمطر الوابل الله الله في مواصلة الخير ومساعدة اليتيم والإنفاق عليه وابشروا فإن الله عنده أجر عظيم، يقول الله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ويقول تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) ويقول تعالى (وما تنفقون من خير فهو يخلفه) ويكفينا من السنة الشريفة الحث على عظيم الأجر والمكانة لمن يكفل يتيماً.
الرسالة الرابعة : نشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدا لعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية إنسان على دعمه اللامحدود والرعاية الكريمة الدائمة والإشراف المباشر على نشاطات هذه الجمعية الخيرية فجزاه الله عنا خير الجزاء وأجزل له المثوبة
ثم الشكر موصول لسعادة محافظ الدوادمي على حضوره وتشريفه مهرجان فرحة إنسان ، وكم هي أياديه البيضاء لهذه الجمعية الخيرية فشكر الله له الحضور والجهد ، والشكر موصول لمدير جمعية إنسان بالدوادمي جزاه الله عنا كل خير .
وفي الختام فإني أدعو الله للقائمين على جمعية (إنسان) بالتوفيق دائماً إلى ما يرضي الله في حمل هذه الأمانة الكبيرة والسمو بالأجيال القادمة إلى أفضل أفق علمي واجتماعي وأخص بالدعاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارة ونائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز ثم فيصل بن سلمان رئيس اللجنة التنفيذية للجمعية والأمين العام الدكتور حمود البدر ومدير عام الجمعية الأستاذ صالح اليوسف .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(*) ابن محافظة الدوادمي - الراعي الرسمي للمهرجان