الجزيرة - ياسر الجلاجل - تصوير - حسين الدوسري
أكد الدكتور سعود صالح كاتب أن مستقبل الصحافة الورقية غامض، وهو للزوال أقرب في ظل الصحافة الجديدة المتطورة، والتي تستخدم التكنولوجيا السريعة. وبيّن أن النموذج الاقتصادي للصحافة المطبوعة لم يعد مجدياً في الوقت الراهن؛ معللاً ذلك بأمثله لصحف لها أكثر من مائة عام وأعلنت إفلاسها وإغلاق صحفها بعد توجه القارئ للصحافة الجديدة.
وأضاف الدكتور كاتب: إن الصحافة الجديدة والتي تتمثل في الإذاعة والتلفزيون والجوال والإنترنت أصبحت تهدد الصحافة التقليدية الورقية، ويجب على رؤساء التحرير عدم إضاعة الوقت والدخول في الصحافة الجديدة باستخدام التكنولوجيا، وقال: إن نماذج صناعة الإعلام -اليوم- أصبحت مختلفة عن الأسلوب التقليدي للصحافة المطبوعة؛ حيث الاحتياجات التقنية وما يمكن تطبيقه فيها؛ إضافة إلى إلغاء جميع الحدود ما بين وسائل الإعلام ونموذج يستخدم كمرشد لتطبيق الإدارة الجديدة.
من جهة أخرى، شدد الدكتور كاتب أن كليات الصحافة يجب عليها أن تبحث عن نموذج لتحديد نوعية المهارات والخبرات والتي يجب توفيرها لخريجيها مثل إعلام الانترنت والتدريب على التقنية الحديثة للإعلام الجديد، وبين أن الإعلام في الجامعات السعودية يمثل جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل
وبين أن الإعلانات والتوزيع هي مصدر الدخل للصحافة المطبوعة؛ حيث بينت دراسة حديثة لعام 2008م أن النموذج الاقتصادي للصحافة المكتوبة لم يعد مجديا؛ حيث إن صحفا عالمية ولها قراؤها تكبدت خسائر كبيرة في عام 2008م وقالت الدراسة إن هناك مناطق محلية أصبحت الآن بدون صحف مطبوعة في ظل الإعلام الجديد، وشددت الدراسة أن على الصحافة الورقية الاختيار ما بين أمرين: إما استخدام الوسائل الجديدة والمتطورة والتقنية أو الزوال.
من جهة أخرى، أفادت الدراسة عن تسريح نحو (15400) موظف وتراجع التوزيع بنسبة (4.6%) إضافة إلى تراجع العوائد من الإعلانات بنسبة (18.1%) وقالت الدراسة: إن هناك صحفاً ورقية على حافة الإفلاس بينما صحفها الإلكترونية تحقق نجاحاً كبيرا، ونصحت الدراسة أنه يجب على المؤسسات الصحفية التفكير بشأن مستقبل مطبوعاتها.
وقال الدكتور كاتب إن دراسة أخرى أعدت في الولايات المتحدة الأمريكية حول أي اتجاه تسير هذه الصحافة المطبوعة شملت أكثر من (250) مسئول تحرير؛ حيث تم تخفيض موظفين غرف الأخبار وتخفيض أعداد الصفحات والمحتوى إضافة إلى إحلال كبار السن ذوي الخبرة بالشباب المدعم بالحماس والقدرة على استخدام التكنولوجيا وإنشاء موقع للصحيفة على الشبكة العنكبوتية لتحمل الأمل للنجاة في المستقبل ومصدر خوف في نفس الوقت.
وقال الدكتور كاتب إن هناك قواعد يجب التقيد بها ووضعها في الأولويات في الإعلام الجديد وهي أن ظهور وسائل إعلام جديدة لا يعني انقراض الصحافة المطبوعة، وأن الإعلام الالكتروني خيار أفضل للمستهلك، وشدد على أن الحل الوحيد على المدى الطويل للصحافة المطبوعة قيام المؤسسات الصحفية بتعديل الأساليب الإنتاجية والتحريرية والتأقلم مع التغيير، وقال الإذاعة خير دليل على ذلك حيث ظهور التلفزيون بعد الإذاعة وحين بدأت الإذاعة بفقدان موقعها في الإعلام قامت بتوفير الراديو في كل مكان وبأحجام صغيرة حيث تجده في المنزل والمكتب والسيارة باستخدام تقنية (ترانزيستور) إضافة إلى تلبية رغبات المستمعين. وشدد الدكتور كاتب أن الانترنت ينمو بشكل سريع وهائل سواء من عدد المستخدمين والذي بلغ ملياراً ونصف المليار مستخدم في العالم أو البرامج والخدمات الإلكترونية المقدمة عبره والذي يؤكد مستقبل الإعلام الجديد ومكانته
وأن الإعلام الجديد متعدد الوسائط بداية من (النص والصوت والصورة والفيديو) إضافة أنه جعل من حرية الإعلام حقيقة لا مفر منها.
وعن وسائل دخل الإعلام الجديد بين أن هناك مؤسسات صحفية تأخذ رسوما سنوية على الدخول لمواقعها على الإنترنت، ولكن هذه النوعية من المؤسسات تحتوي مواقعها نوعية مميزة من الأخبار والكتاب؛ حيث تستقطب النخبة من قرائها، أما المصدر الثاني الإعلان عبر مواقعها جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور سعود صالح كاتب المحاضر في جامعة الملك عبدالعزيز ضمن برنامج كرسي (الجزيرة للإعلام الجديد) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.