ميونخ - ألمانيا - فيصل الحميد
أظهرت دراسة ألمانية حديثة أنّ 80% من الألمان يعتبرون تحية الشخص المجاور في الطريق أحد مظاهر السلوك المهذّب. الزائر لألمانيا قد يجد أنّ ذلك صحيحاً إلى حد ما، ففي كل مرة تقابل شخصاً في الطريق من الطبيعي أن ترتسم ابتسامه على وجهه يعقبها بتحية، كدليل على ود الشعب الألماني خاصة للزوار الأجانب.
وفي ظل الأزمة المالية العالمية، تراهن برلين على السياحة كطوق نجاة للخروج من الأزمة التي تعصف بأحد أهم اقتصاديات أوروبا، بل أنها بدأت بالاتجاه بشكل جدّي عندما احتضنت ألمانيا كأس العالم، أهم مسابقات كرة القدم في العام 2006
وعلى أثرها تم إقامة أكثر من 323 مشروعاً سياحياً ضمّت فنادق جديدة ومشاريع سياحية أخرى. وراود الأمل وزارة السياحة الألمانية أن تنجح البطولة في دعم صناعة السياحة في البلاد لتصبح واحداً من أهم مراكز الجذب السياحي العالمية
وهو ما تم فعلاً عندما ارتفع عدد الزائرين لألمانيا ليصل إلى 55 مليوناً عام 2007م.
ألمانيا بلد السياحة في
الفصول الأربعة
منذ توحيدها عام أصبحت ألمانيا أكثر تنوعاً، فهي لا تقع فقط في قلب أوروبا ولكنها تنبض بالحياة في ذلك الموقع المفعم بالأحداث التي تعود لأكثر من عام، وسجلت ألمانيا في السنوات القليلة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السياح الخليجيين، فحسب المكتب الإقليمي للمكتب الوطني الألماني للسياحة لدول الخليج، فإنّ عدد زوار ألمانيا من الخليج قد سجّل زيادة ملحوظة في الفترة ما بين عام 1998 و2007م. وارتفع عدد الإقامات الليلية بنسبة 134%، أي بنسبة ارتفاع تصل إلى 11.4% سنوياً.
ويزداد الإقبال على ألمانيا كبلد سياحي باستمرار، ففي عام 2004 تجاوز عدد الليالي الفندقية للزوار الأجانب 45 مليون ليلة لأول مرة. وحسب المركز الألماني للسياحة، فإن الاتجاه يميل نحو المزيد من السياحة.
ويأتي معظم الزوار من البلاد الأوروبية ومن الولايات المتحدة وآسيا. وتحتل ولايات بايرن ونوردراين فيستفالن وبادن فورتمبيرغ والجنوب الألماني بشكل عام المراتب الأولى لدى الزوار الأجانب.
(بافاريا) الوجه المشرق لألمانيا
ولاية بافاريا التي تقع في الجزء الجنوبي من ألمانيا أكبر الولايات الألمانية مساحة. وتحتوي على أكثر الجبال ارتفاعاً وهي جبال الألب التي تمتد باتجاه النمسا. وتشتهر بافاريا بطبيعتها وأنهارها الكثيرة كالايلر والليش والايزار التي تجري لتصب في نهر الدانوب، كما أضحت بعد الحرب العالمية الثانية مركزاً حيوياً يشكل عماد الاقتصاد والصناعة.
وتحققت أكبر إنجازات بافاريا المعمارية خلال فترة حكم الملك (هاينرش) قبل أكثر من قرن، وتم خلالها تشييد أهم الإنجازات التي لا تزال شامخة حتى اليوم وشاهدة على روعة إبداع الفن البافاري المعماري، الذي تجلّى في الكثير من المتاحف والقصور، بالإضافة إلى شهرة بافاريا بأماكن التزلج على الجليد. وتعد مدينة ريغنزبورغ من أهم المعالم السياحية في المقاطعة، التي يرجع بنائها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
غيرميش عروس جبال الألب
في أقصى الجنوب الألماني تقع غيرميش قرب قمة تسوغ شبيتسه وهي أعلى قمة جبلية في ألمانيا. ويبلغ ارتفاعها نحو 3000 متر فوق سطح البحر. هناك يستطيع الزائر أن يستمتع بمنظر طبيعي خلاب للمنطقة المحيطة التابعة لمحيط جبال الألب الشهيرة.
غيرميش مدينة صغيرة لكنها كبيرة بعطائها ومناظرها، تأسر الزائرين، وتقول المرشدة السياحة (انتيا) من يزور (غيرميش) حتماً سيعود.
منازل المدينة لا تزال تحتفظ ببناياتها القديمة وسكانها أيضاً الذين خرج منهم الكثير من أبطال رياضة التزلج على الجليد.
كونستانس .. الماء والخضرة والوجه الحسن
في نهاية جولة وسط مدينة كونستانس الواقعة على الحدود السويسرية أسرت المرشدة السياحة أن كونستانس تسمى منذ القدم مدينة (الجميلات)، ولا شك أن الزائر سيلحظ ذلك من خلال جولة قصيرة ولا يحتاج إلى سر المرشدة السياحة، ولا يتوقف جمال المدينة الواقعة في دلتا أعظم بحيرات أوروبا على جمال نسائها، بل يتعداه إلى جمال ثالث أكبر بحيرات القارة العجوز (بحيرة بودنزي) منبع نهر الراين. بحيرة عظيمة يقصدها السياح في كل الفصول الأربعة. وإن كنت في كونستانس، فلا بد أن تركب سفينة تبحر بك في (بودنزي) لتصل إلى واحد من أهم المتاحف في ألمانيا، متحف الهندسة أو الآلات بل سمة متحف العباقرة، وسترى ما صنعت يدا (ماي باخ) وزملاوه المهندسون، ولتتعرف على سجل حافل للماكينة الألمانية، ومنه ستجول في متحف لأقدم الطائرات في العالم، وقد يحالفك الحظ بركوب واحدة منها في جولة فوق بحيرة (بودنزي).