Al Jazirah NewsPaper Monday  29/12/2008 G Issue 13241
الاثنين 01 محرم 1430   العدد  13241
أضواء
آه يا أهل غزة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لا يزال سعير المعركة متواصلاً، ولا يزال الشهداء ينضمون إلى قافلة التطهير.. تطهير أمة.. وشعب ارتكب إثم الانقياد.. والسكون.. وانتظار سكين الجزار.

300 شهيد.. والقائمة بانتظار المزيد.. وألف جريح وأكثر، ولا تزال أيضا المشافي والمستشفيات بانتظار المزيد رغم امتلاء الغرف وإشغال الممرات وطرق المستشفيات بالجرحى والمنومين..!!

ماذا بعد..؟!!

أيضاً لا تزال سماء غزة.. غزة هاشم مسرحا لعربدة طائرات بني صهيون. ولأن سماءنا العربية بلا حماية.. فإن الإسرائيليين يتنزهون في سمائنا ويستمتعون بنجومها المضيئة.. فيما ننشغل نحن على الأرض في إحصاء شهدائنا وعد جرحانا..!!

أيضا لا تزال معابر غزة مقفلة وأهلها محاصرون.. السماء من فوقهم تمطرهم صواريخ وقذائف.. والبحر يحمل لهم بوارج وسفن حربية عليها مدافع تنتظر من يعطي الأوامر للذين يقبعون خلفها لإرسال قذائفها إلى أهل غزة..!!

والبر المحروس بالمعابر والموصدة الأقفال وبسياج من الدبابات والجنود الأشرار المتعطشين للدماء، ينتظرون من يرسلهم محملين بالموت لأهل غزة.

آه يا أهل غزة، يا من تصمدون للعدوان ثلاثي الشر.. فالصواريخ تأتيكم من السماء.. والقذائف تتربص بكم من البحر.. والأشرار قابعون عند الحدود لتجهيز البر لنحر ما تبقى من أبنائكم..!!

آه يا أهل غزة.. البحر أمامكم والبر من ورائكم.. والسماء من فوقكم.. والموت يحوم فوق رؤوسكم، وما لكم سوى المواجهة.. والموت ومقارعة الشر بالرجولة والدفاع بشرف عرف عنه أهل غزة هاشم.

آه يا أهل غزة.. وآه من وجع الزمان الذي أصبح فيه أحرار المسلمين وشجعانهم محاصرين من البر والبحر والسماء.. محاصرين خلف المعابر.. الطائرات تقذفهم بحمم قنابلها.. والدبابات تتربص بهم.. والبوارج تهيأ لترقص بصواريخها على ما تبقى من أطلال منازلهم.

هكذا هي الحالة يا أهل غزة.. تفرقنا وانشغلنا في تصفية الحسابات فيما بيننا فانقض علينا من لا يرحم لأننا ببساطة لم نرحم أنفسنا فقتلنا بعضنا البعض قبل أن يقتلونا.

آه يا أهل غزة..

آه يا عرب.. آه يا مسلمون.

jaser@al-jazirah.com.sa


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد