Al Jazirah NewsPaper Monday  29/12/2008 G Issue 13241
الاثنين 01 محرم 1430   العدد  13241
بين قولين
عجباه!!
عبدالحفيظ الشمري

العمل الإداري في عالمنا قد تجد فيه العجب العجاب، فلا تعتقد أن مشكلاتنا صغيرها وكبيرها هي من صنع أيدينا، أو من إنتاجنا المحلي، إنما هي إنتاج عربي تعاوني مشترك، وشامل، يُكرِّس مفهوم النمطية الإدارية التي تذعن بمحض تهالكها لسلطة أي مدير إدارة مهما كان دوره، وتستسلم لأفكار رئيس أي قسم متواضع، وتنحني - غالباً- مرغمة أمام صاحب أقل سلطة وظيفية، وتتودد نفاقاً وتزلفاً لأي ممسك بأي صلاحية.

فلا تجد من بين هؤلاء المتعاظمين في وهم أمجادهم الوظيفية رجالاً ونساءً إلا قلة قد يتميزون بالعدل، ويتمتعون بالنزاهة، ويرفلون بالإخلاص في أعمالهم، فإن عملوا لأنفسهم خيراً برّوا بمن حولهم، لكن القضية بمن لا يرحم، ولا يجعل رحمة الله تنزل على أحد.

فهناك من يرى أن الوظيفة المتسلطة هي التي فعلت بهؤلاء الموظفين هذه الفرية حتى مسختهم، وحولتهم إلى مجرد ناعقين باسم النظام، ولاهثين خلف اللوائح، لكنهم سرعان ما يغدرون فيها، ويفتكون بها، ويحوِّرُنها وفق أهوائهم، وعلى مقاسات احتياجاتهم، وقد تفصَّل أبوابها، وتشرح فصولها، وتحدد صلاحياتها وفق ما تقتضيه المصلحة الخاصة، وليست العامة لهم، ولمن حولهم من أتباع ومريدين.

السؤال الذي يلقي بظلاله الوارف: أين دور الرقيب؟ أو المحقق؟ أو المفتش الذي لم يعد له وجود؟!

فمن الطرائف في هذه المخلوقة العجيبة (الوظيفة) ما يجعلك تضحك بعد هاجس: (وسع صدرك) من مآل الأمور الإدارية والمالية في الحياة العملية إلى حضيض لا أمل في الخروج منه، أو الشفاء من أسقامه.

أمر آخر يعرضه الجيل الجديد من الموظفين والعاملين في القطاعات المختلفة أن احتياجهم في هذه المرحلة المبكرة من الحياة الوظيفية إلى دورات تدريبية أمر غاية في الضرورة، إلا أنهم يجأرون بالشكوى من اختفاء هذه الدورات، نظراً لأنها تحوَّر عادة للموظفين الكبار، وتدمج مخصصاتها المالية من أجل أن تسد حاجة المدير أو القيادي إلى حضور ورشة أو ندوة في فن الإدارة الذي يحسبه دائماً أنه فن التلاعب والعبث بمشاعر البسطاء، وتجاوز الصلاحيات بسبب أو بدونه من أجل الحفاظ على المصلحة الخاصة.

hrbda2000@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد